زنابير الفساد ونكبة الفيضانات |
تعرضت المحافظات الجنوبية الى نكبة من الفيضانات المدمرة , نتيجة سقوط امطار غزيرة وتدفق سيول جارفة , بكميات هائلة من المياه المتدفقة من الاراضي الايرانية , والتي تسببت وادت الى عزل مناطق واحياء شاسعة , وتهديم العديد من المنازل , والحاق خسائر فادحة في ممتلكات المواطنين , واتلاف كبير في المحاصيل الزراعية وكذلك في نفوق المواشي , وتخريب كبير في البنى التحتية من تخريب الطرق والمنشاءات العمرانية والخدمية والتي تخص المشاريع البلدية وحتى بعض السدود التي تهالكت مع السيول الجارفة , وكذلك ادت الى خراب كبير في المنشاءات الكهربائية , فقد اتلفت وتعطلت مولدات الكهرباء وخرجت عن الخدمة , ان الاضرار الفادحة التي اصابت المواطنين كبيرة من الخسائر , وعلى سبيل المثال تجاوزت خسائر محصول القمح بقيمة 200 مليون دولار . كما تسببت الفيضانات في تشريد المواطنين من منازلهم , ودمرت قرى باكملها 50 قرية . وكما تهدمت بيوت ومنازل على سبيل المثال في احدى ضواحي محافظة واسط بحوالي 2500 منزل تهدم حسب الاحصائيات الرسمية , واغرقت احياء بكاملها نتيجة السيول والامطار الغزيرة , لكن لهذه المأساة والنكبة وجه اخر , اذ كشفت بالبرهان والدليل القاطع , غش وتلاعب وتحايل زنابير الفساد , باعمالهم ومشارعيهم ومنشاءاتهم التي خصصوها لخدمات البلدية , والتي لم تصمد فتهاوت مثل الطين وانجرفت مع السيول , فقد انكشفت عورتهم وسقط ورق التوت , بان هذه المشاريع لم تكن بالمواصفات العلمية المطلوبة والمقبولة , ويدل على تهدمها بهذه السهولة على هشاشتها وضعف المواصفات التي قامت عليها , كأنها مشاريع كارتونية , ولم تكن بالشكل التي تتحمل تبدل الظروف الجوية القاسية وسقوط امطارغزيرة , انها من صنع الفساد , الذي يكرس همه ونشاطه بجانب الربح والمنافع الشخصية والذاتية باللغف والاحتيال , وازاء هذه المحنة والنكبة , وخوفا من اتساع وامتداد النقمة الشعبية والغضب الشعبي العارم ,وتفادي صفعة جديدة بعد صفعة الانتخابات , بعزوف المواطنين عن المشاركة بحقهم الشرعي في صناديق الاقتراع , لعدم ثقتهم بالكيانات السياسية المشاركة , والتي اثبت الواقع الفعلي فشلها وتخبطها , فقط فتحت شهيتها وشهوتها على الفساد والمال الحرام , وكان هدف الموطنين من المقاطعة الانتخابات ارسال رسالة دامغة الى النخب السياسية المتنفذة . ولهذا قررت الحكومة تعويض المتضررين من الفيضانات بتخصيص مبلغ مليونين الى اربعة ملايين دينار لكل عائلة متضررة او منكوبة . وهذه التعويضات ستدخل حتما في دائرة الروتين المعقد والاجراءات البطيئة والقاتلة , وازاء هذه المحنة التي فجعت واصابت المواطنين بالفيضانات المدمرة , يتطلب الاسراع في اغاثة ومساعدة المتضررين بكل الطرق والسبل لتخفيف من حدة المعاناة الكبيرة , وذلك بتحشيد وتجنيد كل الامكانيات المدنية والعسكرية ,والاسراع في تشكيل لجان متخصصة لقياس وحصر حجم الاضرار الناجمة من تدمير المنازل الى فقدان الممتلكات الى الخسائر في مزروعاتهم وفقدان حيواناتهم , والاسراع في تعويضهم بدون روتين واجراءات معقدة , وكذلك العمل مجددا في اقامة المشاريع على مواصفات علمية سليمة , بعيدة عن زنابير الفساد , لان الموطنين تكبدوا خسائر فادحة. |