إنشغالات مزمنة |
الرحلة لم تنته ، بل بدأت اليوم ، و ما زلنا نقف امام لوحة سوداء كبيرة تتحرك فيها خيوط بيض لا ندري من سيكون فيها منتصرا ، في وقت ما انفك الامل يدغدغ مشاعرنا او ربما نتفاعل معه كي نصل جميعا الى بر الامان ، رغم محاولات الهرب من محيطنا ، لكن خيول الامس سبقتنا الى الغد محملة بنفس الاخطاء و المآسي تعيد لذاكرتنا حكايات مؤلمة يبدو انها ترفض النهاية او التوقف عند حدود ، لنبقى اولئك المجهولون ، بلا اسم او هوية ، حتى ضعنا في عتمة المسالك و ضاعت بوصلتنا و لا نعرف الى اين نتجه . اقول .. ليس امامنا في هذه المرحلة بالذات وما يلفها من ظروف عصيبة سوى ان ننتفض ضد احلكها ظلمة ، فكانت صرخة المشروع الوطني العراقي من باريس مدوية في ارجاء المعمورة تطرح الخلافات السياسية جانبا على الاقل في محنة الجميع ، لأنها مشكلة وطن و ليس حزبا او طائفة او محافظة او مدينة . من هذا المنطلق فقد ركز المشروع الوطني العراقي على الحاجة الماسة الى صحوة جماعية تلملم اطراف خلافاتنا و توجهاتنا ، لانه لا مفر لاحد منا عندما يداهم ، الخطر عراقنا ، عندها لا تنفع صيحات الاستغاثة او صرخات الندم عندما يكون الوطن في عداد الماضي ، و قد جرفته سيول الطوفان الى اماكن نبحث عنها خارج حدود الارض. يقول رئيس اللجنة المركزية للمشروع الوطني العراقي ان داعش منظمة ارهابية و نحن نعمل على تخليص العراق من كل اشكال الارهاب ، من هنا نقول انه عندما تنهمر الدماء الزكية من هنا و هناك فان الارض تصرخ ابشر يا عراق. وعندما تخضر شجرة يابسة يبدأ صهيل الامل يملأ الاجواء مرددا ابشر يا عراق ، و لم تندب الارض بأسم فلان او الحزب العلاني , بعد ان نخرت المحاصصة التي يرفضها المشروع الوطني العراقي اضلاعنا واجهزت بمعاولها على كل بناء ، و يؤسفني ان اقول .. حتى الدماء صارت طائفية ونسينا ان ارض العراق واحدة ، وتناسينا ان الدم في البصرة و النجف والعمارة هو الدم نفسه في ديالى و صلاح الدين و الانبار و الموصل ، و هو ذاته في اربيل والسليمانية و دهوك ، و على هذا الاساس فان المشروع الوطني العراقي على لسان مؤسسه يؤكد ( لسنا قائمة سياسية و لا نطلب السلطة و لا نعادي الا من يعادي العراق، والمتظاهرون افضل منا و نحن صوتهم). لماذا لا ننتبه الا عندما تقع الفأس في الرأس كما يقولون ؟ ولماذا نقضم اصابعنا ندما بعد وقوع الفاجعة ؟ ولماذا لا نستبق الاحداث بأجراءات تحمينا من شر لم يكن في الحسبان ؟ و لمـــــــاذا يتعالى بكاؤنا على شخــــص تركناه نحن يـــــموت عطشا في صحراء الوطن ؟ |