عراقيو المريخ وتعيين الخريجين

 

 

وأصبح عراقيو المريخ شعباً ذا عدد كبير.. له طاقات ومؤهلات.. يحملون مختلف الشهادات.. مشهوداً لهم بالكفاءات..

 

فكان أن سأل عراقيو المريخ عراقيي الأرض أسلافهم: كيف يتعاملون معهم؟! وما السبيل للاستفادة منهم؟ وهل يمنحونهم مناصب وكراسي؟:

 

فكتب عراقيو الأرض لأحفادهم المريخيين ناصحين:

 

“أجعلوا كلياتكم تخرج الكثيرين.. فلا ضرر.. لكن لا تعينوهم سريعاً بل اتبعوا قاعدة “شلع القلوب” ليعرفوا قيمة التعيين وقيمة معرفتكم والواسطات والعلاقات..

 

ثمَّ إنَّ الخريج والمثقف.. لا يفيدكم في عملكم السِّياسي والإداري والمالي، فهو سيطلع على كلِّ شاردة وواردة تصلكم.. يتابع الملفات بدقة، فكيف إذا سرقتم وراقت لكم المشاريع المزيفة؟! فهل تضعون في مكاتبكم عيوناً عليكم؟! هل تضعون لحيتكم بأيديهم؟!! فلو كان  نزيهاً سيفضحكم ولو كان غير ذلك سيلوي ذراعكم؟”!!

 

ويأكد عراقيو الأرض لأخوانهم عراقيي المريخ:”عليكم بتعيين مَنْ ليس له خبرة وكفاءة ويفضل من حملة شهادة الابتدائية أو ما هو دون أو من لا يقرأ ولا يكتب.. فهو أفضل لكم؛ لانَّه يجهل فك رموز رسائلكم، وأسراركم.. لا تعينه الخبرة على الاستقلال عنكم.. لا يستطيع البدء بدونكم.. سيتبعكم كظلِّكم..

 

سيشعر أنَّكم أولياء نعمته!!

 

أركنوا الطَّاقات.. جمدوا الخبرات والكفاءات حتَّى لو يتم ذلك بصرف رواتب لهم وهم في البيوت؛ لأنَّهم خطيرون جداً على مناصبكم وكراسيكم.. سيلتف حولهم الناس.. تكون لهم شعبية ربما تخشون منها.. ويحسب لها ألف حساب”!!

 

ثمَّ زاد عراقيو الأرض بالقول:”وختاماً عليكم أن تصنعوا لكم حاشية خاصَّة بكم.. فالرَّئيس والنَّائب والوزير ورئيس الهيئة والمدير إذا تولى منصباً عليه أن يعيّن حاشيته التي جاء بها معه.. ويضرب بعرض الحائط كلّ الكفاءات الموجودة سابقاً في الوزارة والمؤسسة والهيئة.. “!

 

واستدرك عراقيو الأرض:أمَّا إذا وجهتم باعتراضات على هذا النَّهج في التَّعيين فلكم أن تجيبوهم قائلين:”وذلك ليكتسب الخريجون خبرة غير الخبرة النَّظرية التي درسوها في الكليات والمعاهد، فالمهندس والمدرس والتقني إذا عمل كاسباً سيضاف إلى شخصيته الكثير كما أنَّه سيضيف لمجاله الجديد الكثير.. فمثلاً خريج اللغة العربية إذا فتح بسطية، أياً كانت، سيسهم بثقيف المتسوقين، وينشر اللغة العربية التي يحتاجها السُّوق.. فإذا كانت بسطيته لبيع الطماطة مثلاً فهو سينادي: “ياقوم.. ياقوم الطماطة الطماطة”، وبذلك سيحيي كلمة “يا قوم” التي تكاد تختفي بدلاً من استعمال كلمات عامية تخدش الآذان أو تزيد الأمر سوءاً في اللغة العربية!وإذا كان من خريجي اللغة الإنكليزية فإنَّه سينشر الثَّقافة الإنكليزية التي يعاني طلابكم منها حتماً كطلابنا.

 

 فمثلاً إذا كان يبيع الموز فإنَّه سينادي: “بليز.. بليز كم هير. بنانا بنانا”! وإذا كان من خريجي قسم الرِّياضيات، فإنَّه سينادي، “بسعر الجذر التربيعي للعشرة.. تفضل.. تفضل”! وهكذا تنتشر ثقافات تحلمون بها!!”.