خذ والعطاء

 

يصنف عالم النفس التنظيمي ( ادم كرانت) الناس ،على الاقل في العمل ، الى ثلاثة أصناف الصنف ألاول المعطاء و الصنف الثاني هم الناس الذين يعاملون الاخرين بالمثل اي يأخذ شيئاً مقابل ان يعطي شيئاً والصنف الثالث هو الاستغلالي وهم الذين يأخذون دون ان يعطوا أو يساعدوا الآخرين ، ويقول دكتور ( كرانت) ان كثيراً من الدراسات كانت تبحث في سلوك العطاء و كانت النتائج من نصيب المعطاؤن و يقول انه اذا أردت ان تأسس لثقافة يكون فيها المعطائين ناجحين فأنت بحاجة لثقافة تكون مساعدة الناس فيها هي الأساس ، ويقول ( كرانت) ان السعي للمساعدة يؤدي للحفاظ على النجاح و سلامة الآخرين بالاضافة الى مسالة الحصول على مزيد من المعطائين وذلك مهم جداً لانه اذا لم يطلب احد المساعدة سيكون لديك الكثير من المعطائين المحبطين لذلك طلب المساعدة مهم و من ناحية اخرى فان الاستغلاليين ممكن ان يفسدوا شريحة واسعة من المجتمع لذلك من المهم جدا هو طرد الناس المستغلين لكي يبقى المعطاؤن اوعلى الأقل الذين يعاملون الناس بالمثل والذين في النهاية حتماً سيتبعون السلوك العام والصحيح .

 

إذاً طرد الفاسد الواحد من المجتمع يقي كل المجتمع من الفساد بالاضافة الى ان تشجيع المساعدة والعطاء بشكل عام هو الطريق الأمثل لنجاح المجتمعات .قال تعالى ) وَأَعْطَى? قَلِيلًا وَأَكْدَى?( سورة النجم الاية رقم (34) و معنى أكدى هنا اي (منع ) سواء المقصود بمنع المال او منع العمل الصالح ونلاحظ ان الشخص هنا يعطي ليوهم الناس ولكنه بالحقيقة يعطي القليل ثم يمنع نفسه من العطاء وهو المفسد في الارض ، ولكن الذي يعطي وهو صادق بما يفعله فهو حقاً مصلح في الارض كما قال تعالى (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى) سورة ألليل الية رقم (5) والتقوى بعد العطاء هي اعلى معاني الايمان ، و قال تعالى (وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى?) سورة الليل الاية رقم (6) ، و قيل ان المقصود بالحسنى هنا هي الخلف من المعطي ولذلك فان ذلك كله يؤدي الى اليسر في الحياة .و لكي يصلح المجتمع يجب ابعاد الاشخاص الذين يغشون المجتمع بالعطاء القليل و هم بالحقيقة مفسدون ، و من ناحية اخرى يجب الحث على المساعدة و تشجيع الناس الصادقين بما يعطونه والذي يؤدي بالنهاية الى مجتمع يعيش بيسر وسلام .