مياه تدمر بدل أن تنفع |
مرة اخرى تنكشف مشكلة البنية التحتية المتهالكة ليس على صعيد الارياف والبلدات البعيدة ، وانما على صعيد مراكز المدن قاطبة ، فبعد سقوط الامطار غرقت اقضية وقرى وشوارع المدن وانهارت بيوت وعزل سكان ووقعت وفيات مما اضطر بعض المجالس المحلية الى الاستعانة بمروحيات الجيش لإغاثة المواطنين ، كذلك المحاصيل الزراعية فقد دمرتها الأمطار ، ولم يتمكن الفلاحون من انقاذ محاصيلهم لعدم امتلاكهم الوسائل اللازمة لذلك . على ما يبدو ان الإدارات الحكومية لم تتعض مما حدث في فصل الشتاء ، ولم تحسب حسابها لفصل الربيع ، وعادت دوائرها واجهزتها الى غفوتها ونومها معتمدة على تقديراتها السيئة ، وليس على التقديرات العلمية التي اشارت الى تغيرات في المناخ ، وهناك في الانواء الجوية توقعات بسقوط امطار غزيرة ، فلم تتخذ احتياطاتها وتركت الامور على الله الذي سبحانه وتعالى يؤكد على السعي والاجتهاد والتحوط والعلم .. ان بلدا مثل العراق بهذه الامكانات الضخمة لا بد ان تكون استعداداته اكبر من ذلك بكثير ، وان لا يكون شعبه ومسؤوليه في حيرة من امورهم مع كل تطور حياتي وحاجة الى خدمة باتت في دول كثيرة بديهة واولوية انتهوا منها منذ زمن بعيد وما عاد المواطن يعاني منها عندهم . الامطار تسببت بخسائر كبيرة للكثير من المواطنين ، ولا سيما الفلاحين الذين تضررت محاصيلهم ، وفقدوا ما عملوا عليه طوال العام ، حسنا فعلت الحكومة حين شكلت لجنة لحصر الاضرار وتعويض المتضررين ولكن التجربة مع اللجان غير مشجعة ، فهي دائما تتأخر ويلف عملها الروتين والبيروقراطية وما الى ذلك من سلبيات بما فيها الفساد وتأتي تعويضاتها بعد جهد جهيد ، وحاجة المنكوبين تمس الى السرعة في المعالجة والتعويض ، لان الغالبية من هؤلاء اعتمادهم على انتاج الموسم الذي اصبح في خبر كان ، والافواه الجائعة ليس باستطاعتها الانتظار طويلا . والاهم من ذلك ، وضع خطة استراتيجية للانتهاء من بناء البنية التحتية في اجل معلوم ، وهذه المياه المهدورة تشكل ثروة لها مردودها وانعكاساتها على حياة الناس وتطوير الحياة في الريف . اذا ما تم تخزينها والعناية بها والاستفادة منها في مواسم الشحة . ان الجهات الحكومية والرقابية مسؤولة عن متابعة وتبني المشاريع التي تنقذ المواطنين مما هم فيه من صعاب ومشاكل وتعينهم على تحسين حياتهم .. فالزراعة نفط دائم ، هذا الشعار الذي اطلق في السبعينيات وبقي حبرا على ورق ، حان أوان العودة اليه وتفحصه والعمل على اخراجه الى حيز الوجود ، ولا نفرط بأي عنصر من عناصر تطبيقه كالمياه التي تضر الان ، ولنجعلها تنفعنا في غدنا . |