اليورانيوم المنضب... شبح لازال يهدد حياة العراقيين، اكتشاف ثمان مواقع ملوثة في محافظة ذي قار |
لازال اليورانيوم المنضب يهدد حياة العراقيين بشكل يدعو للقلق ويستدعي تحرك المصالح المعنية للتنقيب على الاماكن الملوثة في العراق والسهر على تنظيفها. وقد أكدت وحدة قياس التلوث الاشعاعي والبيئي في كلية العلوم بجامعة ذي قار أمس عن وجود 8 مواقع ملوثة باليورانيوم المنضب في عدد من مدن المحافظة، حيث قال جبار ماضي رئيس الوحدة في حديث لوسائل الاعلام ان وحدة قياس التلوث الاشعاعي والبيئي التي استحدث في كلية العلوم بجامعة ذي قار تمتلك خرائط للاماكن الملوثة بيئيا واشعاعيا، مبينا ان "الفريق الذي يعمل في هذه الوحدة حدد 8 مواقع تأكد انها ملوثة باليورانيوم المنضب". وترتكز الملوثات الاشعاعية في المناطق التي توجد فيها مخلفات حربية وأنقاض الاليات العسكرية التي تركت في اعقاب الحروب المتعاقبة على البلاد. ويشار الى ان الفريق العامل في الوحدة سيجري عملية مسح شاملة على المواقع الملوثة بمواد ويشار الى أن اشعاعية واليورانيوم المنضب بغية التعامل معها ونقلها الى مواقع حجر مؤقتة وذلك بعد أن حددت الوحدة عدداً من تلك المواقع الملوثة المنتشرة في مدن المحافظة وتمت احاطتها بعلامات تحذيرية تمنع الاقتراب منها. ويعد الاستنشاق هو الشكل الذي من الارجح التعرض له اثناء او بعد استعمال ذخائر اليورانيوم المنضب في النزاعات او عندما يسري اليورانيوم المنضب من جديد في الغلاف الجوي بفعل الرياح او العوامل الاخرى. وقد يستنشق اليورانيوم المنضب فجأة ايضا نتيجة اندلاع حريق في مستودع لتخزين اليورانيوم المنضب او بسبب تحطم طائرة او من جراء تلوث السيارات داخل منطقة المعركة او بالقرب منها. والابتلاع يحدث احيانا عند فئات كبيرة من الناس اذا تلوثت مياه الشرب او الاغذية باليورانيوم المنضب، اما التماس الجلدي فهو من اشكال التعرض التي تقل اهمية عن غيرها نسبيا، لان كميات اليورانيوم المنضب التي تخترق الجلد لتصل الى الدم، تظل قليلة. ولابد ان نشير الى أن التخريب المباشر للرئتين والكليتين بواسطة مركبات اليورانيوم يعتقد أنه نتيجة للجمع بين الصفات الكيمياوية والاشعاعية، فقد وجد ان المركبات الكيميائية غير الذائبة لها خطورة اشعاعية سامة للكلية حالما يدخل اوكسيد اليورانيوم الى الدم. ولاجراء فحص الدم في الجسم يستعمل يوديد الصوديوم، فهو مصمم للكشف عن يورانيوم (235) كما يجب فحص الدم لمعرفة فقر الدم عن نقص الحديد وعن كريات الدم الحمراء وغيرها. ان المركبات المختلفة لليورانيوم المنضب تمتص خلال ايام معدودة وتتسرب الى الدم من خلال الرئة وكذلك خلال التنفس وعند السعال وبلع البصاق الناتج عنه، يصل الى الجهاز الهضمي. ان الحجم الهائل والمكثف لأسلحة اليورانيوم الإشعاعية المحرمة دوليا ومن مختلف الأنواع والعيارات التي استخدمت بوحشية مفرطة ضد الأهداف المدنية والعسكرية العراقية تسمح بتقدير مجموع وزن اليورانيوم المنضب الذي ألقي على العراق بين (350 ـ 450) طن وتقدر مصادر أمريكية متعددة ومنها تقارير الخبير الأمريكي (ديماسيو لوبيز) و(دان فاهي) أن مجموع الوزن الكلي لأعتدة اليورانيوم المنضب المستخدمة من قبل القوات الأمريكية والبريطانية ضد العراق بلغ (700) طن بما في ذلك كميات أسلحة اليورانيوم الهائلة التي تعرضت إلى التفجير والاحتراق في معسكر الدوحة غرب مدينة الكويت بتاريخ 11/7/1991 . وهذا يعني أن حجم التلوث الإشعاعي الذي تعرض له العراق يفوق التلوث الإشعاعي الناتج عن قنبلتي هيروشيما وناغازاكي، وإذا أضفنا حجم وزن المقذوفات التقليدية التي ألقيت على العراق خلال حرب 1991 البالغة (141921) طن (والتي تعادل 7 قنابل ذرية من عيار هيروشيما) فلنتصور إذن حجم الدمار الهائل الذي تعرض له العراق، والذي ليس له مثيل في تاريخ الحروب إلا في حرب احتلاله عام 2003.. هذا مع العلم بأن حجم أسلحة اليورانيوم المستنفد التي استخدمها القوات الأمريكية في حرب البلقان عام 1999 لا يزيد عن (13) ألف أطلاقة يورانيوم حسب معظم المصادر الغربية والتي سببت حصول إصابات سرطانية كثيرة بين جنود حلف الأطلسي الذين استخدموا هذه الأسلحة.
|