الجنوب بلا مرجعية

 

يقينا ان المرجعية مهما كان نوعها فكرية اوسياسية او دينية تمثل مفصل مهم ومحرك أساس لكل فرد او لكل جماعة وتأتي أهمية المرجعية من موقف الاتكال او الاعتماد عليها في اتخاذ القرارات الصعبة والحاسمة, لذا وجدنا وعبر التأريخ هناك تنوع للمرجعيات وهناك اعتزاز بتلك المرجعيات ,حيث نجد هناك مرجعية لكل طائفة وهناك مرجعية لأفراد وأخرى لمجموع من الناس, وهي حتما في هذا المعنى تمثل الرمز للاستقواء بها لاسيما في المواقف الحرجة. لكن بعد تطور الزمن والتخلص نسبيا من( الطوطمية) لدى بعض المجتمعات وحتى بعض الشرائح لكنني لم اجد هناك تحرر من هذا المفهوم لدى ابناء الجنوب لاعلى الصعيد الديني ولا على الصعيد الفكري والسياسي ايضا , والحقيقىة ان الذي قادني على تناول هذا الموضوع بالذات هو ما اسمعه وما أقرأ عنه من تحركات,, محمومة,, انطلقت بعد الإعلان عن نتائج انتخابات مجالس المحافظات 2013 حيث وجدت انه لايمكن تشكيل الحكومات المحلية في محافظات الجنوب الا بعد قناعة المرجعية في الفرات الأوسط او في بغداد ولا ادري ماعلاقة مرجعية الفرات الأوسط او التي في بغداد بالحكومات المحلية التي نحن من انتخبها ونحن من يعلم بما هو الأصلح لنا؟ انا على يقين ان اغلب هذه التحركات والتحالفات لاشأن لها بمصالح البلاد والعباد انما غايتها ضمان حقوق كتل سياسية بعينها وضمان مصالح مرجعيات هذه الكتل والا بماذا نفسر ان يأتي المحافظ فرضا من بغداد وتأتي الشخصية الفلانية وفي الموقع الفلاني من الفرات الاوسط ؟ اليس العراق اليوم يعيش حكما لامركزيا ومن حق جماهير المحافظات ان تختار قادتها لأنهم الاعرف بالاصلح لتقديم الخدمة لهم لاسيما وان جميع محافظات الجنوب تعاني نقصا كارثيا بمستوى الخدمات, انا على يقين ان تشكيل الحكومات المحلية ستحسم قريبا في اغلب محافظات العراق التي اجريت فيها الانتخابات وتشرع حكوماتها الجديدة بالعمل لكن ستبقى محافظات الجنوب معلقة الى اجل غير مسمى ربما يستغرق ذلك اشهر طويلة لحين تحقيق قناعة مرجعيات حددتها بمنطقة الفرات الاةسط وتحديدا النجف وبغداد وكأن الجنوب قاصر ويحتاج الى وصي لأدارة شؤونة العامة مع الاسف.. اليس الجنوب هو من اثرى الساحة العراقية بالمفكرين والساسة ورجال الدين ؟ واليس الجنوب هو مصدر الخير لكل العراق وبدونه لايكون العراق ؟ اذن لمَ هذه التبعية طالما هو من يمثل مسقط رأس الكون وسر وجود العراق ؟ وهنا نتساءل ونقول اين يكمن الخلل,؟ هل يكمن بجهل الجماهير ام انه يكمن بضعف ارادة السياسين من ابناء الجنوب .؟ وان كان الجواب ان كلا الطرفين مساهم في هذا الخلل فأننا نطرح سؤال وبصوت عال جدا .... متى تكون لنا مرجعية نحن الجنوبيين لتكون لنا هوية مثلنا مثل الاخرين ؟؟