أي تقارب أو تحالف يؤسس لحياة مستقرة وهادئة في العراق مرحب بها بل يدعم من جميع فئات الشعب العراقي ، وكلما يكون التقارب مبني على المصالح المشتركة وأحترام الحقوق للجميع يكون أقوى وذو فائدة أعظم ويستمر الى مدة أطول ، أما إذا كان التقارب مبني على المصالح الآنية لجانب معين ويصب في إتجاه واحد عندها سيكون التقارب مرفوضاً لأنه لا يمتلك الأرضية التي يعتمد عليها وهي الشعب ، علماً إن التقارب الشيعي الكردي له جذور عميقة في التاريخ نتيجة الكفاح المشترك ضد الأنظمة الجائرة التي حكمت العراق وأخرها كان النظام البعثي الصدامي ، لهذا فنقاط التلاقي كثيرة ومتعددة ما بين الجانب الكردي والشيعي ولكن تبقى الغايات والأهداف لكل فريق وما يريده من هذا التقارب بالرغم من وجود نفس الأخطار والعقبات لمستقبل كلا الجانبين ، وأفضل أساس يعتمد عليه هذا التقارب يجب أن يكون الدستور وما نصه من حقوق كل مجموعة أو فئة حتى يعود إليه كل فريق عند الضرورة وبذلك نضمن حقوق الجميع وليس هناك من يستغل ظرف الأخر ويبتزه في قطف أكبر ما يمكن من المنافع والإمتيازات ، كلما يكون التحالف الإستراتيجي ما بين الكرد والشيعة قوي ومتين ويعتمد على أساس دستوري ، عندها سوف نضمن تكوّن جبهة قوية تؤمن بالنظام الديمقراطي التعددي الذي ناضل من أجله الشعب العراقي وقدم الملايين من خيرة مواطنيه من جميع الفئات عبر المئات من السنين التي حكمتها الأقلية ، ويمكن لهذه الجبهة أن تتصدى للمخططات الخارجية التي تريد تدمير العملية السياسية من خلال مرتزقتها من داخل أو خارج هذه العملية ، أما إذا كان هذا التقارب خلقته الظروف التي يمر بها العراق ولا يعتمد على أسس دستورية و لايعتمد على صيانة حقيقية لحقوق جميع المكونات بالتساوي ، عندها سيكون في مهب الريح ويصبح كغيره من التقاربات التي إنهارت في أول عاصفة والتي أدت الى إزمات سياسية كادت تدمر العملية السياسية ، وشغلت هذه الإزمات الشعب العراقي كافة بل أقلقته لأنها تمس بمستقبله وحياته لأن الجهات التي تريد إعادة النظام الدكتاتوري الطائفي تتحين الفرص وتحاول الإنقضاض في أول فرصة تتاح لها على السلطة ومن ثم عودت الأنظمة الدكتاتورية التعسفية ، أي التحالفات القوية والمتينة ما بين الكرد والشيعة تجلب الموقف القوي لجميع مكونات الشعب العراقي ، لأنها تعتمد في حكمها على الأنظمة الديمقراطية التي تعتمد في شريعتها على الشعب ، وتحترم حقوق الإنسان و يعتمد تكون حكومتها على نتائج صناديق الإقتراع وليس الإنقلابات أو المؤامرات وتحترم الحريات الشخصية وغيره من الحقوق والواجبات التي يضمنها هذا النظام ، أما إذا كان تحالف ضعيف وممكن أن ينهار في أي إشكال أو مشكلة عندها سيكون الضرر على الطرفين وحياتهم ومستقبل الشعب العراقي يكون في خطر وليس هناك إستقرار بل سوف تستمر المخططات والمؤامرات تنخر بالعملية السياسية لكي تدمرها وترجع الشعب العراق الى عصور الظلم والموت ، فألتقارب الحقيقي يحتاجه كلا الطرفين الشيعي الكردي لكي يؤسسوا نظام سياسي يضمن مستقبل الشعب العراقي كافة .