صراع الانتخابات الايرانية يصل الى رفع حمالات الصدر النسائية



العراق تايمز: وكالات

كتبمحمد بناية..

اُشتهرأمیر رضا علی پور هشتلی آملیبـالطالب الباسيج (تعني قوات تعبئة الفقراء والمستضعفين التي تم تشكيلها في بداية الثورة الإسلامية) الناقد للرئيس روحانيونصير رئيسي، بعد رفعه حمالة صدر بنفسجية اللون داخل قاعة اجتماعات كلية العلوم السياسية بجامعة طهران. لكنه يقول في حوار مع الموقع الإخباري المعارضإيران وايرإنه قضى حياته بالكامل دون الانخراط فيالباسيجولو لدقيقة واحدة، ولا يدعم أي مرشح، لكنه قام برفعحمالة الصدراعتراضاً على تفشي الجنس في عهد روحاني.

ليس عضواً بالباسيج..

إيران واير: قالوا إنك طالب باسيجي.. هل هذا صحيح ؟

أمير رضا: منذ المرحلة الابتدائية وحتى اللحظة لم أتواجد لدقيقة واحدة داخل أي من معسكرات الباسيج.. صحيح أنه ليس لدي أي مشكلة حقيقية مع الباسيج، لكني لست أحد أفراد الباسيج. ولو أنهم نشروا الفيديو كاملاً سيرون أني كنت أرتدى رابطة عنق (كرافته) طولها 90 سم، فهل يحضر أفراد الباسيج مثل هذه اللقاءات بهكذا زي ؟

إيران واير: كيف تم التعامل معك بعد هذا الحادث ؟

أمير رضا: لم تقم الجامعة بعمل أي شئ ضدي.. وكذلك عناصر الأمن التي أخرجتني من الجامعة، لكن وقع حوالي مائة طالب ومعظمهم طالبات على عريضة إلى رئيس الحرس الجامعي الذي طلب مني بشكل شفهي عدم حضور المحاضرات حتى الامتحانات.

إيران واير: تقول إنك رفعت حمالة الصدر احتجاجاً على المعاملة الجنسية ضد النساء.. وقد قامت الطالبات بالتوقيع على عريضة ضدك ؟

أمير رضا: أجل، هكذا تعاملت طائفة منهن معي. وأنا لا أكذب حين أقول إن مشكلات النساء تمثل أحد التحديات الرئيسة بالنسبة لي كباحث وطالب في العلوم السياسية. وحين إلتحقت بالجامعة كنت أول شخص حضر أكبر اجتماعات الحركة النسوية بكلية العلوم الإنسانية، ذلك الاجتماع الذي قررت حكومة روحاني إلغاءه، واضطررنا للإنتقال إلى حديقة مجاورة للكلية لإكمال المراسم. وقد كنت أحد المحاضرين في هذه الجلسة. كما كنت أحد المتظاهرين أمام البرلمان ضد مهاجمة النساء بالمواد الحارقة. وفيما يخص قصة الطالبة التي قتلها أبوها أمام الجامعة، فقد تقدمت بتوصية إلى الجمعية الإسلامية لكلية العلوم السياسية بجامعة طهران للإعتصام قبالة الكلية تضامناً مع الطالبة المقتولة. والآن يتهمونني بإرتكاب سلوك مهين للمرأة. وفي رأيي أنهم قاموا بتضخيم الحدث للتغطية على تصريحاتي السابقة. وقد استلهمت الفكرة من فيلمالبائعللمخرجأصغر فرهادى”. فلو كان ما قمت به شيئاً فشيئاً، حسناً فقد سبقني إليه السيد فرهادي في أحد المشاهد حين ذهبعمادلتفقد ملابس المعتدي ثم رمى بها في مكب النفايات. فإذا كان عرض الملابس الداخلية مشكلة فلابد من مقاضاة كل أبطال الفيلم. وحين يقولالسيد روحاني”:”إن فرهادي مثار فخر بالنسبة لنا، كيف لم يحاسبه على هذا العمل الذي يُعرض على شاشات السينما وإعتبره مثار فخر لنا جميعاً ؟

 

حمالة الصدركرمز..

إيران واير: ما هى دوافعك للقيام بهذا العمل؟

أمير رضا: تحدثت مدة 4 دقائق تقريباً واستغرق رفع حمالة الصدر حوالي “10- 20 ثانية، وللأسف أنه تم حجب كلامي من جانب وسائل الإعلام مع التركيز فقط على العشرين ثانية الخاصة بحمالة الصدر البنفسجية. ومن حق وسائل الإعلام التي نشرت الفيلم أن تعلم أنه مجتزأ، ولذا أرسلت لهم الفيلم كاملاً وطلبت إليهم نشر الفيلم كاملاً والعمل بمقتضى حرية الرأى ونقل المغزى إلى المتلقي. ولكن للأسف لأن هذه الوسائل ترفيهية في المقام الأول تعمل لصالح التيار الإصلاحي، فقد قاموا بنشر الجزء الأخيرة من الرسالة وإستخدموه كأداة.

إيران واير: هل خططت للأمر قبلاً؟ فقد كنت تحمل معك حمالة الصدر وهذا دليل أنك أعددت للأمر مسبقاً؟

أمير رضا: بالطبع خططت للأمر مسبقاً. وأنا كطالب وراصد للقضايا السياسية في المجتمع الإيراني وشخص يريد إجراء المزيد من الأبحاث حول هذه القضية، وقارئ ومدقق أردت القول إن مشاكل الإيرانيين ليست سياسية، ويمكن إدراك ذلك من خلال رصد الفضاء الإلكتروني في إيران.

إيران واير: لماذا ملابس نسائية داخلية؟

أمير رضا: لأن الناس في بلادنا يهتمون للأسف بالقضايا الجنسية أكثر من إهتمامهم للجوانب السياسية. والكثير من التيارات السياسية يستخدم هذه الحيلة، وكذلك دعاة السلطة، وحركة مجاهدي خلق، وأحياناً ما تستخدمها نواة السلطة بالجمهورية الإيرانية في وسائلها الإعلامية، ويستخدمها التيار الإصلاحي كثيراً. كان تصرفي نابعاً من إحتجاجي على الفكر الجنسي الغالب على فكر حكومة روحاني الذي لا ينظر إلى المرأة كإنسان يمتلك كل المقومات الإنسانية.

إيران واير: هل يمكنك أن تذكر لنا بعض النماذج؟

أمير رضا: على سبيل المثال قال السيد روحاني قبل أيام:” أنا أعرفهم إنهم يريدون بناء جدار فاصل بين الرجل والمرأة”. لقد كان يريد من هذه التصريحات تصوير الطرف المقابل كشيطان أو خطر الذي سيقضي على الجميع إذا وصل للسلطة. وتلك الرؤية لا تؤثر فقط على استقرار البلاد وإنما تبعث علىالصدام الفكريبين الطبقة التقليدية وشبه المتمدنة ومن ثم توتير أوضاع البلاد.