هكذا اصبح البعثيون ضمن دولة حزب الدعوة تحت عباءة جديدة .. سلام عبد المحسن عرمش المالكي نموذجا

من منا لا يعرف سلام عبد المحسن عرمش المالكي؟ ومن منا لم يسمع عن تاريخه المظلم والموحل في دهاليز الاغتيالات

والتصفيات الجسدية في حق المجاهدين في الاهوار والقرنة عندما كان منتسبا لحزب البعث الظالم؟

قد يستغرب البعض و يتساءل والبعض الاخر سيشكك ويكذب ما نقول باعتبار ان سلام المالكي ينتمي لحزب الدعوة الاسلامي، ساقول بلى، هو كذلك ولكنه وبعد موت الطاغية صدام حسين وبداية اندحار حزب البعث وجد سلام المالكي وشقيقه صباح المالكي شيخ عشيرة بني مالك بالبصرة، محاصرين في منزلهم، محتمين بابناء عشيرتهم وعمومتهم خوفا من هلاكهم، الى ان خطرت بباله فكرة التقرب ومداهنة القياديين بحزب الدعوة الى ان اصبح واحدا منهم.

بطبيعة الحال شيخ العشيرة صباح المالكي هذا كان شخصية نكرة لا وزن لها بين الناس، قبل ان يلتقي بالمقبور صدام حسين في تسعينيات القرن الماضي، ولازال الكثير من اقرباءه يتذكر ظروف وحيثيات اللقاء هذا الذي تمخض عنه وشايات واسرار واغتيالات ضد ابناء جلدته تخجل منها قيم الانسانية.

صدام حسين لم يكن ليتوانى برهة واحدة في الاغداق على صباح بالهدايا والعطايا وتوزيع المناصب على اهله ومقربيه الى أن اصبح واحدا من كلابه الاوفياء، وتحول معه اسم قضاء القرنة الى صدامية القرنة، دون أن ننسى ان صباح المالكي كان عضوا لقيادة شعبة في حزب البعث، أما الان فبقدرة قادر اصبح عضوا في قيادة حزب الدعوة.

لا تستغربون فكل شيء مع النفاق والتلون السياسي اصبح وارد.

وبالعودة الى شقيقه سلام الذي ولد بالبصرة وتخرج من كلية الاعلام في بغداد سنة ١٩٨٩، (والتحق خلال فترة دراسته بتنظيمات حزب البعث، وتدرج في تراتبية المشاركة في الحزب حتى اصبح عضو منظمة.

كان سلام حينها يجتهذ في اظهار ولائه واخلاصه لحزب البعث من خلال مشاركته في عمليات القتل وكتابة التقارير المستمرة ضد ابناء منطقته في قضاء القرنة ممن يناهضون حزب البعث، خصوصا بعد الانتفاضة الشعبية في عام 1991 ، حيث كان يقوم بتنفيذ عمليات القتل في مقر قيادة الشعبة شخصيا وبمسدسه الخاص واهل القرنة لا ينكرون ذلك.

اما بالنسبة لجرائمه فقد عرفت ارتفاعا كبيرا بعد ترشيحه لعضوية المجلس الوطني، ولم يكن ليرتاح الرجل او يغمض له جفن الا بملاحقته كل من اشتم فيه معارضة حزب البعث المجرم، فكان اغلب ضحاياه من اتباع الشهيد الصدر الثاني خصوصا في احداث 17 \ 3 حيث كان له الدور الريادي البارز في قمع الانتفاضة وتصفية الكثيرالمنتفضين وهدم منازلهم وانتهاك حرماتهم.

وهكذا نقل سلام المالكي اجرامه الذي تعلمه من حزب البعث الى حزب الدعوة الذي وجد فيه ارضية مهيأة للاجرام وكأن حزب الدعوة و ليد حزب البعث ولو لك يتبدى للبعض ذلك، صدق المثل الذي يقول "الحجرة ما اذوب والعاهرة ما اتوب".

لقد قام صديقنا المالكي بالاتفاق مع ابن عمه القاضي عادل فضاله المالكي، عضو قيادة فرقة في حزب البعث سابقا ونائب برلماني عن دولة القانون حاليا، بتصفية خصومه السابقين والحاليين من خلال تلفيق قضايا كيدية ضدهم، دون ان ينسى اغلاق كل القضايا التي يعد سلام المالكي متهما بها، زد على ذلك تهديد المشتكين بالقتل او بالسجن من خلال قلب الطاولة عليهم وتلفيق دعاوى ضدهم وهو ما حصل مع احدى المدرسات في احدى مدارس القرنة عندما اعتدى عليها سلام وبعض افراد حمايته بالضرب والسباب حيث اضطرت الى التنازل عن الشكوى بتهديد من القاضي عادل فضالة في احتمالية تعرضها للقتل او احد افراد عائلتها او انهم سيشنون عليها حملة اعلامية في القرنة لتشويه سمعتها وشرفها.

سلام المالكي تورط ايضا بقتل ثلاثة رجال من عشيرة الفريجات عبر اطلاق النار عليهم في مضيف بني مالك في القرنة وكان ذلك أمام انظار اهاليهم، وعلى اثر ذلك اقيمت دعوى قضائية ضده وصدر امر القاء قبض ضده من قبل قاضي تحقيق الجرائم المهمة بتهمة القتل العمد مع سبق الاصرار، الا ان الحكم لم ينفذ وتم اخفاء ملف القضية بأمر من نوري كامل المالكي وبقيت القضية معلقة ليومنا هذا ولم تحل لا قضائيا ولا عشائريا.

وبالرغم من تاريخه الاسود الدامي، تم ترشيح سلام المالكي عضوا بمجلس النواب عن حزب الدعوة، ودولة القانون متجاهلين خرق الدستور العراقي الذي يمنع ترشيح اعضاء حزب البعث والمتهمين بقضايا جنائية، وهكذا واصبح عضوا في مجلس النواب ومتحدثا رسميا باسم نوري المالكي في البصرة، التي عثا فيها فسادا يزكم الانوف.

واستغل علاقته بقيادة الحزب الحاكم في تغيير غالبية رؤساء الدوائر الامنية على هواه باشخاص تابعين له ومن ابناء عشيرته، وقد منحه نوري المالكي اموالا واراضي كثيرة واعطاه الاحقية والاولوية باخذ العمولات والرشاوى عن المشاريع في محافظة البصرة كما انه قام بتمليكه محطة وقود القرنة لتكون ايراداتها ممولا مهما لمضيفه في القرنة ليستطيعوا من خلال ذلك شراء الذمم الجام الالسن وتاجير الاقلام.

ان سيف وظلم واجرام سلام المالكي كان حاضرا حتى الاسبوع الماضي، عندما تبنى عمل واجرام المدعو احمد راضي المالكي احد افراد فرق الموت التابعة لحزب الدعوة الاسلامي والذي قام بقتل شقيق الرائد صادق الفريجي، علاء عبد الحسن الفريجي في مدينة البصرة، وقام بالتنسيق مع ابو علي البصري القيادي في حزب الدعوة والمسؤول عن الخلية السرية التابعة لنوري المالكي والتي تتخذ من القصور الرئاسية في البصرة مقرا لها وبامر مباشر من نوري المالكي وذلك لقتل قاتل الفريجي احمد راضي المالكي من خلال تقديم السم له داخل سجن مديرية مكافحة الجرائم المهمة بالتعاون مع مدي رمديرية مكافحة الجرائم المقدم اسماعيل المالكي الذي ينتمي لحزب الدعوة الاسلامي كي يخفوا اثار جريمتهم ومن يقف ورائها من الاجهزة القمعية السرية التابعة لحزب الدعوة. مستوى نذالة هؤلاء المجرمين دفعتهم الى اقامة مجلس عزاء الهالك في ديوان ومضيف بني مالك في قضاء القرنة على الرغم من ان اهله يقطنون منطقة حي الحسين (الحيانية) في وسط البصرة.

فقط من تربوا في احضان البعث المجرم هم وحدهم القادرين على التلون والتشكل ونهج مفهوم النفاق السياسي، وفقط من عاش في بيئة ملؤها الشر والقتل والسلب كالتي تربى عليها نوري المالكي، فلا تستغربوا فان البعث والدعوة يصدران من نفس المنبع وولدوا من نفس الرحم الا وهو بريطانيا واللوبي الصهيوني الظالم