مصطلح الجيوش الالكترونية الذي اثارته حنان الفتلاوي مؤخرا في اشارة لها الى الصراع المحتدم بحسب الظاهر بين نوري المالكي وحيدر العبادي، لا يكاد يخلو من نية مبيتة.
فتجربة حكم الاربعة عشر عاما من الفساد واللصوصية من قبل عموم احزاب وتكتلات السلطة، وخصوص حزب الدعوة الاسلامية.
اثبتت بما لا يدع مجالا للشك، بان مهمة هذا الحزب باتت تفقيس وتفريخ اللصوص والفاسدين لا غير.
وان هذين الرجلين وبحكم تخرجهما من نفس مدرسة الحزب هذا، فعقليتهما الحزبية تفرض عليهما وعلى حد سواء :
# تغليب مصلحة الحزب على مصلحة الوطن، من جهة.
# الانصياع لاوامر قد تاتيهما من خلف الحدود، من جهة اخرى.
فالنتيجة اذن هي واحدة لا غير، الفساد ثم الفساد ثم الفساد.
سواء ثبت بالدليل القاطع ان المالكي اكثر فسادا من العبادي، او العكس.
وسواء كان العبادي على راس السلطة دون المالكي، او العكس.
ونفس الكلام ينطبق بحذافيره على كل منظري حزب الدعوة وقياداته كابراهيم الجعفري وعلي الاديب و … فيما لو تربعوا على عرش السلطة.
فقد قيل : لا فرق بين الاسود والابيض.
والسبب كما تقدم، ان الفساد بات يحمل طابعا جمعيا نابعا من فكر الحزب وايديولوجيته، اكثر من كونه تصرفا فرديا، قد يمكن حسابه على هذا الشخص او ذاك.
وهنا تكمن الكارثة، فكلما تخلصنا من فاسد والحالة هذه، فسيظهر فاسد اخر العن منه، وذلك كنتيجة حتمية لولادة الحزب لمثل هذه الحثالات.
ختاما، فتصرف الفتلاوي هذا، قد يحوي بين طياته محاولة خبيثة لزرع حالة من الياس وفقدان الامل في نفوس العراقيين، واقناعهم بعدم جدوى اية محاولة نحو التغيير.
فكاني بلسان حالها يقول :
## ايها العراقيون، عبثا تحاولون اثبات فساد هذا او ذاك من اقطاب حزب الدعوة الاسلامية.
فهذا الحزب هو الوريث الشرعي لحزب البعث العفلقي المنحل.
وبالتالي، فهو قدركم الذي لا مفر لكم منه في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق، شاء من شاء وابى من ابى