عودتنا الجامعة العربية على سياسة الشجب والاستناكر والاعتراض و بيانات لم تفارقها في العلن وتعاكسها في السر , قادة ينامون على انفاس شعوبهم يمتصون الدماء اشداء عليهم رحماء على الاعداء .
سوريا سكين في خاصرة اسرائيل قريبة من مقاومة حسن نصرالله , ولطالما كانت سياسة العرب مكفرة لأعداء اسرائيل وجعلهم في رعيل الخونة الكفرة , العدوان على مخازن الأسلحة الأستراتيجية السورية لمواجهة الجماعات المسلحة المتدفق سلاحها من تركيا ولبنان بتمويل خليجي قطري , وتبرير ان نظام الاسد طائفي شيعي , هكذا هم العرب في نظراتهم مثلما يعتبرون النظام العلماني البحريني لكون الأغلبية المعارضة شيعية , تحشد الجيوش من درع الجزيرة لحماية النظام , وتدعم الجماعات المسلحة في سوريا بحجة الدفاع عن اهل السنة في حين أن النظام والجماعات المسلحة علمانية والأخرى منها متطرفة , لا يقبل اولئك الحكام وشعوبهم وجود التطرف في بلادهم وطالما دخلوا في صراع معه , القوى العربية لم تتبنى الحوار السلمي وتجنب الشعب السوري محرقة الحروب الأهلية وإشعال فتيل الطائفية لتستمر بتغذيها فكرياً ومادياً وبشرياً وغطاء شرعي بالفتاوى .
سياسات لم تستوعب الدروس في خارطة تقسيم الدول العربية والأسلامية بجعلها حكومات ضعيفة ومعارضة مسلحة وسوق للسلاح وإنقسام الحكام حسب مصالحهم ونظريات مؤامراتهم , فلسطين والصراع الاسرائيلي العربي والاسلامي قضية اكبر من الخلافات الداخلية هي محور الصراع في سوريا , والعرب ساكتون وخافضي الرؤوس وبدلالة على القبول , ولم يكن ذلك القصف لولا المعرفة المسبقة بردود افعالهم المتخاذلة المؤيدة لضرب ارض اوطانهم , بل فرحون بفعل اسرائيل ويتمنون شمول العراق بالقصف ومقرات حزب الله والضفة الغربية .
لا اعرف كيف ينظر العرب الى سوريا هل إنها غير عربية وهل إننا غير مسلمين ؟! وهل إن اليهود اصبح اقرب للتكفير وهو أقرب للحكومات ومقررات الجامعة العربية برئاستها في قطر ودينها الوهابي الرسمي ؟ ولماذا لا تتحرك مليارات العرب التي تهدر في مدن القمار ودعم الارهاب والتطرف والمساعدات للدول الغير شقيقة بذرائع الانسانية لتحمي سوريا والمنطقة ؟
ماهي مصلحة العرب من دعم التطرف ؟ وهنا يتضح ان لمعظمهم علاقة به وعلاقته بأسرائيل , ويعني تعاون العرب لأبادة المقاومة الأسلامية والعربية , نفس اولئك القادة حاولوا بين الحين والاخر إتهام المعارضة العراقية لصدام والحكومة الحالية بالعلاقة مع امريكا وبأشارة للأتهام بالخيانة للقضايا المصيرية , وهم لا يزالون يمجدون قصف الطائرات الاسرائيلية لمفاعل تموز النووي العراقي وسقوط صاروخ ارض ارض من صدام على صحراء اسرائيل , بينما يتغاضون عن الألاف من صواريخ حسن نصرالله ويعتبرونه كفراً وتجاوز على حريات الشعوب وامنهم , ماذا كانوا يفعلون ان تعاونت المعارضة العراقية حاشاها مع اسرائيل ؟
سوريا اخر قلعة تقف بوجه أسرائيل يحاول العرب اسقاطها لأسقاط المقاومة الاسلامية اللبنانية , يتحملون لذلك الأهانة والذل والخضوع لأرضاء اسيادهم وأشباع رغباتهم الدنيوية والدموية , لتكون بذلك الجامعة العربية اداة بيد الأرهاب المرتبط بأسرائيل وكل مصالح الدول العالمية , ولم نسمع من وزير خارجية وتصريح رسمي او موقف عربي موحد للوقوف بوجه العدوان والألتفات لما يحدث والاجتماع بينهم وتشخيص الخطر القادم الذي لا يستثني مماليكهم , وهذه المرة صمتت حتى جامعة العرب من بيانات الاستنكار والشجب الأنشائي وينتظرون تحطيم أقدم العواصم دمشق ..