أبرز ما حدث في اليوم الثامن من رمضان

 

في اليوم الثامن من رمضان عام 273 هجرية توفي العالم الشهير بن ماجة ، وتولى السلطان السلوجوقي ألب أرسلان السلطة عام 455 هجرية، وتوفى أبو القاسم الزهراوي عام 578 هجرية.

ويقول وسيم عفيفي الباحث ورئيس تحرير موقع تراثيات لـ ” العربية.نت ” إنه في 8 رمضان سنة 273 هجرية، دُفن إمام وعالم الحديث أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة الربعي القزويني.

ولد سنة 209 هجرية ببلدة قزوين ونشأ في جو علمي، وشب محبا للعلم الشرعي بصفة عامة وعلم الحديث النبوي بصفة خاصة، فحفظ القرآن الكريم وتردد على حلقات المحدثين التي انتشرت في قزوين، حتى جمع قدرًا كبيرًا من الحديث.

كان شيوخ بن ماجه كثيرون نظراً لأنه كان يسافر كثيراً ويذكر منهم : محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس بن دينار البصري الملقب بالزمن، وأبي بكر بن أبي شيبة أشهر من روى عنه وتتلمذ على يده علي بن سعيد بن عبد الله الغداني، وإبراهيم بن دينار الجرشي الهمداني، وأحمد بن إبراهيم القزويني.

من أشهر كتب بن ماجه هي سنن بن ماجه وهي موسوعة في علم الحديث تضم 40 ألف حديث بين صحيح وحسن وضعيف ورتبه بن ماجه حسب ترتيب علم الفقه .

توفي الإمام بن ماجه يوم الاثنين 7 رمضان 273 هـجرية، و دفن في اليوم الذي يليه الثامن من رمضان سنة 273 هـجرية، وصلى عليه أخوه أبو بكر، وتولى دفنه أخواه أبو بكر وعبد الله وابنه عبد الله.
ألب أرسلان

في اليوم الثامن من رمضان تولى السلطان محمد الملقَّب ألب أرسلان أي الأسد الشجاع، قائد المسلمين في معركة ملاذكرد الولاية ، وكان انتصار المسلمين في ملاذكرد نقطة فاصلة، حيث قضت على سيطرة دولة الروم على أكثر مناطق آسيا الصغرى، وأضعفت قوَّتها، ولم تَعُدْ كما كانت من قبل شوكة في حلق المسلمين، حتى سقطت في النهاية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح.

كان ألب أرسلان كعمِّه طغرل بك قائدًا ماهرًا مقدامًا، وقد اتخذ سياسة خاصة تعتمد على تثبيت أركان حكمه في البلاد الخاضعة لنفوذ السلاجقة، قبل التطلُّع إلى إخضاع أقاليم جديدة وضمِّها إلى دولته، كما كان مشتاقًا إلى الجهاد في سبيل الله، ونشر دعوة الإسلام في داخل الدولة المجاورة له؛ كبلاد الأرمن وبلاد الروم، وكانت رُوح الجهاد الإسلامي هي المحرِّكة لحركات الفتوحات التي قام بها ألب أرسلان وأكسبتها صبغة دينية، وأصبح قائد السلاجقة زعيمًا للجهاد، وحريصًا على نصرة الإسلام ونشره في تلك الديار.

عندما اطمَأَنَّ ألب أرسلان على استتباب الأمن في جميع الأقاليم والبلدان الخاضعة له، أخذ يُخَطِّط لتحقيق أهدافه البعيدة؛ وأغار أرسلان على شمال الشام وحاصر الدولة المرداسية في حلب، والتي أسسها صالح بن مرداس وأجبر أميرها محمود بن صالح بن مرداس على إقامة الدعوة للخليفة العباسي بدلًا من الخليفة الفاطمي.

أغضبت فتوحات ألب أرسلان رومانوس ديوجينس إمبراطور الروم، فصمَّم على القيام بحركة مضادَّة للدفاع عن إمبراطورتيه، ودخلت قواته في مناوشات ومعارك عديدة مع قوات السلاجقة، وكان أهمها معركة ملاذكرد في عام 463 هـجرية أغسطس 1071ميلادية.

ولم يهنأ السلطان ألب أرسلان كثيرًا بما حقَّقه، ولم يجنِ ثمار نصره، ويُواصل فتوحاته؛ فقد قُتِلَ بعد عام ونيِّف من موقعة ملاذكرد على يد أحد الثائرين عليه، وهو في الرابعة والأربعين من عمره وذلك في 10 من ربيع الأول 465 هجرية 29 من نوفمبر 1072ميلادية، وخلفه ابنه ملكشاه صاحب الإنجازات العسكرية والحضارية في القرن الخامس الهجري.
الزهراوي الذي علم أوروبا الطب

في اليوم الثامن من رمضان عام 573 هجرية توفي الزهراوي الطبيب المسلم الذي علم أوروبا الطب.

لم يكن الزهراوي عالماً فقط جاء اسمه في كتب الطب والتاريخ، لكن علمه استمر حتى اليوم، كونه المعلم الأول لكل أطباء العالم في العصر الحديث رغم أن الحقبة الزمنية بينه وبينهم تتسع لأكثر من 10 قرون.

هو أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي، طبيب مسلم من الزهراء في الأندلس ولد عام 936 ميلادية وتوفي سنة 1013 هجرية.

لمدة 500 عاما كانت كتب الزهراوي هي المرجع الرئيسي للطب في أوروبا، لكن أول تلك الكتب ومقدمتها كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف وهو 30 مقالة، كل مقالة تبحث في فرع من فروع الطب عدا المقالة الثلاثين حيث خصصها لفن الجراحة والتي كان يسميها الزهراوي بـصناعة اليد.

اخترع الزهراوي أداة تدعى أداة الكي للقضاء على الأنسجة التالفة بواسطة الكي، ونظراً لعدم وجود كهرباء في ذلك الوقت كان يستخدم السخَان، فيعمد إلى تحمية قطعة معدنية ويضعها على المنطقة المصابة فتؤدي إلى تجمُد الأنسجة وتوقف النزف، كما كان بالإمكان أيضًا إيقاف نزف الشعيرات الدموية الصغيرة.

برع الزهراوي بفن الجراحة حتى أصبحت مؤلفاته الجراحية هي المرجع الأول للأطباء العرب والأوروبيين فهو أول من استدرك ضرورة ربط الشرايين قبل عمليات البتر أو خلال العمليات الجراحية منعاً لحدوث النزف، وسبق امبرواباري الذي ادعاه لنفسه بنحو 600 سنة وهو أول من أدخل القطن في الاستعمال الطبي.