شعارات محاربة الطائفية

 





هذه الشعارات ذات الكلمات السحرية التي نرددها بغزارة ، وتتناولها وسائل الإعلام بكثرة وتصرف عليها عشرات الإعلانات ويتكلم عنها الكتاب بإسهاب ، ويتكلم عنها الساسة و رجال الدين .
المثقفون لا ينفكون يتحدثون عنها ايضاً ، مواقع التواصل الإجتماعي تعج بها كشعار يرفعه العديد من المرتادين لتلك المواقع . " لا للطائفية "
بس شلون نحارب الطائفية ؟، البعض يصور لك الموضوع وكأنه يحمل ممحاة "ليمسح " بها كل ما علق من طائفية في عقول الناس والمجتمع .
طيب ممكن نستعين بمصطلح اخر لنقرب الفهم ، مثلاً كيف نحارب الجريمة ؟
او كيف نحارب تفشي العشائرية ؟
كل تلك الأشياء تحتاج اولا لأرضية تشريعية وقانونية وفقهية لا تملكها الا الدولة بكل سلطاتها وبعض رجال الدين ، والسعي الحقيقي لتطبيقها من خلال فرض القانون العادل على الجميع دون استثناء .
وايضاً ان نوفر للجميع لقمة العيش من خلال توفير فرص متساوية للجميع من اجل العمل والعيش الكريم حتى لا يجوع الناس فتتفشى فيهم الكراهية والتحاسد والنزاع مما يجعلهم يبحثون عن طرق اخرى للكسب ، وان لا يلجأون لهوياتهم الفرعية للدفاع عن مصالحهم ، ولا احد يستطيع ان يقوم بذلك غير الدولة.
وان تكون هناك حملة ثقافية وتعليمية حقيقية ، اصلاح مناهج ، برامج توعية الخ ولا احد يستطيع ان يقوم بذلك غير الدولة واصحاب الفكر والقلم والمؤسسات الاعلامية !!.
وان يشارك الجميع في السلطة بشكل حقيقي ، وان لا يشعر اي فرد او اي مجموعة بالتهميش، شعور الجميع بأن الدولة دولتهم سيقود الى محاربة الطائفية ، وهذه ايضاً لا تملكها غير الدولة .
الطائفية سادتي لن تحاربها كلمة او شعار ، عشرات السنين والكل يرفع شعار رفع المظلومية عن المرأة والنتيجة هي المزيد من النكوص والسبب هو غياب البرامج الحقيقية والإكتفاء بالشعارات الرنانة .
اتفهم مشاعر من يرفع هذا الشعار او ذاك واتعاطف معه لكنه وللأسف لا يستطيع ان يفعل شيئاً ، ربما انه يعمل وفق شعار " بدلاً من ان تلعن الظلام اشعل شمعة" لكن الشمعة احياناً تتحول لمصدر حريق اذا لم نضعها في مكانها الصحيح، احياناً يستعمل هذا الشعار لأغراض دعائية فقط .
بل ان بعض من يرفعه هو طائفي بإمتياز واحيانا يرفعه للتخفي واحياناً يرفعه تحت شعار اقصاء الآخر وابادته .