إقبال ضعيف على التلقيح ضد كورونا في العراق

يملك العراق جرعات كافية من اللقاحات المضادة لكوفيد-19، بعد عام من إطلاق حملة التطعيم الواسعة، لكن الإقبال لا يزال ضعيفا، وفق تقرير لموقع "إن بي أر".

ويحتل العراق المرتبة 183 على مستوى العالم في نسبة السكان المحصنين، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، التي تشير إلى أن أقل من فرد من كل 5 أشخاص حصل على جرعتين.

وحصل 17 بالمئة من سكان العراق فقط على جرعتين على الرغم من أن الدولة لديها إمدادات لقاح كافية. ويعتبر معدل التطعيم في العراق أقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ 54 بالمئة، وهو بعيد عن هدف منظمة الصحة العالمية المتمثل في تطعيم 70 بالمئة على الأقل من سكان كل دولة بحلول نهاية شهر يونيو.

في إيران المجاورة، على سبيل المثال، حصل 65 بالمئة من سكان البلاد على جرعتي لقاح.

في أكتوبر، وسع العراق جهوده لحماية السكان من الوباء من خلال توفير اللقاحات خارج العيادات الصحية، بما في ذلك في المدارس والمساجد وغيرها من الأماكن المزدحمة لتشجيع الناس على التطعيم.

يحاول العاملون الصحيون في الحكومة العراقية الآن بناء الثقة حول اللقاح وتطعيم المزيد من الناس.

وقال حيدر سلمان، الطبيب الذي يعمل بوزارة الصحة العراقية في مدينة البصرة، إن جزءا من المشكلة في طرح لقاح جديد هو أن العراقيين يشككون بشكل انعكاسي في أي برنامج من الحكومة.

وأضاف: "ليس لدينا أي ثقة في القيادات أو في نظامنا أو في حكمنا".

واعتمدت العراق التلقيح عبر 3 أنواع من اللقاحات هي فايزر-بيونتك وأسترازينيكا وسينوفارم.

وأوضح سلمان أن بعض العراقيين لا يثقون في جرعة شركة فايزر لأنها مصنوعة في الولايات المتحدة، بينما يرفض آخرون تلقي لقاح سينوفارم على اعتبار أنه من الصين.

ولا يريد الآخرون أيا من اللقاحات لمجرد أن الحكومة العراقية تحثهم على التطعيم، بحسب الطبيب سلمان.

في منطقة زيونة بالعاصمة بغداد، أنشأ فريق من أربعة موظفين صحيين حكوميين عيادة متنقلة للتطعيم ضد فيروس كورونا بداخل مركز للتسوق، حيث يعملون من خلال طاولة قابلة للطي، فيما يتم الحقن خلف ستارة زرقاء.

وتعمل الممرضة منيرة مزهر في هذا الموقع وهي تتحدث مع الناس وتجيب على الأسئلة في محاولة لإقناعهم بالتطعيم.

تقول مزهر إنها وزملاؤها بدأوا العمل في المركز التجاري منذ أكتوبر الماضي، مردفة: "يجد بعض الناس صعوبة في الذهاب إلى العيادات الصحية أثناء النهار، لأنهم يعملون أو حتى بسبب الازدحام المروري في بغداد نهارا".

وتابعت: "لذلك افتتحنا مراكز التطعيم هذه في مراكز التسوق وأماكن أخرى لتلقيح المزيد من الناس. ونقدم اللقاحات حتى الساعة 8 مساء في محاولة للوصول إلى الأشخاص بعد توقفهم عن العمل".

في بلد مثقل بالفساد وسوء الخدمات العامة، قالت مزهر إن بعض الناس يقولون لها إن "الحكومة لا تستطيع تزويدنا بالكهرباء، فكيف أعرف أنهم يمنحوني لقاحا آمنا؟"

الحرة