الموت يغيب الشريف علي بن الحسين وريث العرش الملكي في العراق

 

توفي مساء أمس الاثنين في الأردن الشريف علي بن الحسين راعي الحركة الملكية بالعراق عن عمر ناهز 66 عاما جراء تدهور حالته الصحية. ووفق وسائل إعلام عراقية، توفي بن الحسين بسبب مشاكل صحية في الرئتين كان يعاني منها منذ وقت طويل.

وقدم الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عزاءهم بوفاة الشريف علي بن الحسين، مُستذكرين مواقفه ومساهماته في مختلف مراحل النضال للخلاص من الاستبداد والدفاع عن حقوق الشعب العراقي، وفق قولهم.

يعد الشريف علي بن الحسين من أواخر مَن تبقوا من العائلة الملكية التي تأسست دولة العراق في عهدها مطلع عشرينيات القرن الـ20، وغادر الناجون منها العراق بعد أحداث عام 1958 الدامي.

وولد الشريف علي بن الحسين في بغداد عام 1956، ونشأ في المنفى بين لبنان وبريطانيا، وهو أصغر أبناء الأميرة بديعة الناجية الوحيدة مع ابنها من انقلاب عام 1958 الذي قاده زعيما تنظيم الضباط الأحرار عبد السلام عارف وعبد الكريم قاسم للإطاحة بالحكم الملكي العراقي وإعلان تأسيس الجمهورية، والتي توفيت قبل نحو عامين، وابن خالة الملك فيصل الثاني الذي قتل في ذلك الانقلاب.

قضى بن الحسين جل عمره في المنفى بين لبنان وبريطانيا بعد هروب أسرته من العراق إثر ذلك الانقلاب، ويعد من أواخر مَن تبقوا من العائلة الملكية التي تأسست دولة العراق في عهدها مطلع عشرينيات القرن الـ20، وغادر الناجون منها العراق بعد أحداث العام 1958 الدامي.

الدراسة والتكوين

حصل على الثانوية العامة من لبنان، ثم نال الإجازة في الاقتصاد من جامعة نوتنغهام، والماجستير في الاقتصاد من جامعة إسكس البريطانية. وفي المنفى بنى لنفسه مستقبلا ناجحا في مجال الأعمال المصرفية للاستثمار.

التجربة السياسية

تزعم الشريف علي بن الحسين الحركة الملكية الدستورية التي كانت أحد أحزاب المعارضة العراقية في الخارج، قبل أن تعود إلى العراق ثم تغير اسمها عام 2010 إلى الحركة الدستورية.

وكان يعتقد أن العودة إلى الملكية يمكن أن تكون الحل لإنقاذ العراق، نظرا لخلو الساحة من مشروع سياسي يتجمع العراقيون حوله.

وفي حديث لصحيفة قطرية، قال "إن أغلبية الشعب العراقي ترحب بعودة الملكية، لأنهم يعتقدون أنها هي النظام الذي سيضمن إعادة وحدة المجتمع العراقي"، وأكد أن "شغلنا الشاغل هو إعادة الإرادة المسلوبة للشعب العراقي كي يستطيع أن يختار بحرية تامة من يحكمه".
ويرى أن دور الملكية كدور الوسيط، "فالملك ينبغي ألا يكون حاكما، بل يجب أن يكون قاضيا، وهذا هو برنامجنا".

وكان علي بن الحسين يعد كأحد أبرز معارضي حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وبعد الغزو الأميركي للبلاد والإطاحة بنظام صدام عام 2003، عاد إلى العراق بعد سنوات عيش طويلة في بريطانيا.

وفي فبراير/شباط 2010، قال إن مشروع إقامة الملكية الدستورية تأجل في العراق إلى حين توفر معطياته، ومن أجل ذلك، تم تحويل اسم حركته من "الملكية الدستورية" إلى "الحركة الدستورية".

الوراثة

ووفقا لوسائل إعلام عراقية، فإن لعلي بن الحسين ابنتين وابنا وحيدا، هو فيصل بن علي بن الحسين.

وفيصل، شاب في عقد العشرينيات يقيم في لندن، حيث تلقى تعليمه، إلا أنه بعيد عن الإعلام، ولم يحسم بعد قراره بمواصلة مشوار أسلافه في إدامة المشروع السياسي لورثة "العرش" الملكي العراقي.