ما قصة استدعاء السفير العراقي من لبنان والــ" تصرف الغير لائق"

 

بغداد: أثار سفير العراق لدى لبنان جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد منعه أحد أعضاء الوفد العراقي في بيروت من التحدث لمراسلة قناة العراقية الرسمية.

وأعلنت وزارة الخارجية العراقية عبر حسابها الرسمي في تويتر استدعائها سفيرها في لبنان حيدر البراك للتحقيق استجابة لدعوات برلمانية وإعلامية.

وقالت الوزارة: "وزير الخارجيَّة فؤاد حسين يُوجِّه باستقدام سفير جُمهوريَّة العراق في لبنان حيدر البرّاك إلى بغداد بشأن ما تَمَّ تداولهُ عبرَ وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من منع السفير لأحد أعضاء الوفد العراقيّ الذي زار لبنان مُؤخَّراً لإجراء مُباحثات ثنائيّة، من الإدلاء بتصريح إعلامي. وللوقوف على حيثيّات الموضوع واتخاذ الإجراء المُناسب".

ويأتي استدعاء السفير البراك إلى بغداد، بعد أن طالبت رئيسة كتلة الجيل الجديد في البرلمان العراقي، النائبة سروة عبد الواحد، وزير الخارجية، بتحويل السفير إلى لجنة تحقيق، وسحب يده من الوظيفة فوراً.

وقالت النائبة عبد الواحد، في رسالتها إلى الوزير، إنه بناء على تعامل "فج وغير مقبول وبعيدا عن الاحترام" قام به السفير بمنع لقاء صحفي مع قناة العراقية الفضائية الرسمية فيجب "سحب يد السفير العراقي في لبنان وإحالته إلى التحقيق".

وأضافت أنه "عند وصول الأمر إلى أعضاء السلك الدبلوماسي فإن ذلك يعد ظرفاً أكبر وأكثر تشدداً لتعلقه باللياقة الدبلوماسية الواجبة واللازمة".

كما سألت فؤاد حسين عن رأي الوزارة في التصرف "غير اللائق" الذي بدر من السفير، وما هي الإجراءات إزاء مثل هذا التصرف.

وطالب النائب علي شداد الفارس وزارة الخارجية، بسحب يد السفير العراقي لدى لبنان لإهانته كادر مكتب قناة العراقية الرسمية.

وقال الفارس في كتابه إلى الخارجية :"لوحظ خلال تغطية قناة العراقية الإخبارية "مكتب بيروت" وبدعوة رسمية للقناة، عند زيارة الوفد العراقي الرسمي إلى الجمهورية اللبنانية برئاسة مستشار رئيس الحكومة العراقية (علاء الساعدي) تعرضُ فريق عمل القناة للإهانة والمضايقة من قبل سفير العراق (حيدر شياع البراك) إذ قام بمنعهم من إجراء المقابلة مع رئيس الوفد علماً أن هذه المقابلة تصب في مصلحة البلدين".

ونوه إلى أنه "ومن خلال المتابعة تبين أنها ليست المرة الأولى التي يقوم بها السفير لإهانة مكتب قناة العراقية وكوادرها في بيروت، ولكون أن قناة العراقية الإخبارية هي الصوت الرسمي للدولة العراقية فإن تصرف السفير يعد إهانة وتجاوزاً على الدولة العراقية نفسها".

وطالب الفارس وزارة الخارجية بـ"سحب يد السفير لدى الجمهورية اللبنانية واستقدامه وعودته فوراً إلى العراق"، مشيراً إلى أن "تصرف السفير يضعه تحت طائلة المساءلة".

ودعا الخارجية إلى "مطالبة السفير بالاعتذار الرسمي ومن دون تأخير من شبكة الإعلام العراقية وقناة العراقية الإخبارية/ مكتب بيروت".

كما وجه الفارس سؤالاً برلمانياً إلى الخارجية نصه: "ما هي الإجراءات المتخذة من قبل الوزارة بحق السفير العراقي لدى الجمهورية اللبنانية لتجاوزه على قناة العراقية الإخبارية/ مكتب بيروت؟".

حيدر البراك

تصرف السفير حيدر البراك أثار موجة من الغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العراق ولبنان، وطالب كثير من المعلقين على الخبر بإقالته.

وقال الإعلامي العراقي صباح الجاف: "السفير العراقي في لبنان حيدر شياع البراك بتصرف غير دبلوماسي يحرج فيه رئيس الوفد العراقي ويمنع المراسلة من إجراء لقاء معه".

وأضاف: "‏الظاهر السفير لم يخضع لدورة تطويرية في السلك الدبلوماسي ولا يعلم أنه يعكس صورة أمته وثقافتها وحضارتها".

وتساءل لبنانيون عن السبب الذي دفع السفير العراقي للتصرف بطريقة غير لائقة مع رئيس الوفد، و"ما الذي يحاول هذا السفير إخفاءه، وما مدى تواطؤه مع السياسيين اللبنانيين" على حد قولهم.

وانتقد كثيرون السفير حيدر البراك واصفين تصرفه "بالبلطجة القمعية بحق الوفد العراقي الرسمي وبحق الإعلام اللبناني".