بماسبة عيد الام... “عوضية كوكو” سودانية حصدت لقب أشجع امرأة بالعالم |
العراق تايمز:مع حلول عيد الأم، تبرز قصص كفاح ملهمة قادتها الأمهات في السودان، البلد الذي طالما عانى شظف العيش. كفاح لأجل الحياة وتربية الأبناء بالكسب الحلال، طريق سلكته آلاف الأمهات السودانيات من خلال مهن هامشية كبيع الشاي والزراعة والرعي وغيرها من الأعمال. عوضية كوكو، واحدة من الأمهات السودانيات اللاتي تحدين قسوة الحياة وشظف العيش في هذا البلد بعد أن اختارت إحدى نواصي العاصمة الخرطوم مكاناً لبيع الشاي، حيث نجحت في تربية أبنائها الثلاثة، في قصة نجاح شهدها الكثير على مستوى العالم. ولم يتوقف كفاح هذه المرأة عند تكبّد مشاق العمل الهامشي، لكنه امتد للوقوف بصلابة ضد ملاحقات السلطات البلدية لبائعات الشاي، وأسست اتحاداً شكّل واجه نقابية قوية للدفاع عن حقوق هذه الفئة، الأمر الذي أهلها لنيل جائزة قيمة في أمريكا قبل سنوات. وتتجدد قصة عوضية، في عيد الأم الذي يحتفي به العالم العربي في 21 مارس/آذار من كل عام، كونها النموذج الأبرز لشجاعة الأمهات السودانيات وكفاحهن من أجل الرزق الحلال. بدأت قصة كفاح الأم عوضية ببيع الشاي بالأسواق والطرقات منذ 30 عاماً، بعد أن أجبرتها نيران الحرب في ولايتها جنوب كردفان على الفرار إلى الخرطوم عشماً في الأمن، قبل أن تصطدم بعوائق الحياة ولم تجد سوى هذه المهنة البسيطة لتكون مصدراً وحيداً للرزق تعول به أبناءها الثلاثة وأفراد عائلتها الذين كُتب لهم النجاة. ومع تنامي النظام السابق في ملاحقة بائعات الشاي وفرض غرامات طائلة عليهن وإذلالهن، عمدت كوكو تأسيس “اتحاد بائعات الشاي بالخرطوم” وهو بمثابة واجهة نقابية للدفاع هذه الشريحة، وانضمت إليها آلاف النسوة اللاتي يعملن بالمجال، وتولّت رئاسته لدورها الريادي في تأسيسه. وتروي عوضية مسيرتها الظافرة لـ”العين الإخبارية”، قائلة: “جئت من منطقة العباسية بولاية جنوب كردفان إلى العاصمة الخرطوم في وقت مبكر بسبب الحروب بحثاً عن الأمان، وبدأت في عمل مهنة بيع الشاي بالسوق الشعبي جنوبي العاصمة على الرغم من النظرة السلبية من المجتمع السوداني للنساء العاملات في هذه المهنة، فكنت أترك أطفالي فجراً ولا أعود إليهم إلا بعد المغيب”. قادت “عوضية” نضالاً طويلاً من أجل توعية النساء بحقوقهن وقاومت حملات “الكشة” التي كانت تطلقها السلطات المحلية بولاية الخرطوم في العهد السابق، كفاح في مجمله أهلها لنيل جائزة “أشجع امرأة في العالم” من قبل وزارة الخارجية الأمريكية عام 2016، وكرّمها وزير الخارجية الأمريكي وقتذاك، جون كيري. وناهضت ورفيقاتها الإجراءات القاسية التي كنّ يتعرضن لها من قبل الشرطة، فدخلت السجن لأكثر مرة إثر بلاغات كيدية من السلطات. ونوّهت بأنها قدمت الدعم لعدد من النساء ضحايا الحرب، مضيفة: “ساعدت آلاف النازحات اللاتي جئن للخرطوم في ظروف قاسية نتيجة للحرب، وساهمت معنا منظمة المعونة الأمريكية في دعم مشاريعهم الإنتاجية”. ويتزامن “عيد الأم” هذه السنة مع اضطراب سياسي حاد في السودان، قاد لمزيد من التدهور في الأوضاع الاقتصادية وهو ما ألقى بتحديات إضافية على الأمهات بهذا البلد. وامتزج واقع الأمهات السودانيات هذا العام، بين من هن ثكالى فقدن أبناءهن في حركة الاحتجاجات الأخيرة، وأخريات يواجهن شظف العيش والعمل بتفانٍ لمساعدة أزواجهن،، واقع مرير، تؤكد عوضية كوكو قدرتها هي ورفيقاتها على تجاوزه بذات العزيمة، مهنئة كافة الأمهات السودانيات بعيد الأم.
|