قناة (آفاق) أسيرة يجلدها محمد الحمد |
كثير من العراقيين أصبحوا يعتقدون أن أخطاء السلطة أطاحت بحزب الدعوة الإسلامية وأسقطته أرضا ، وشطبت على دماء آلاف الشهداء الأبرار ، وصادرت أمجاد عقود من المقاومة والعطاء الاستشهادي ، كثير من أهالي الشهداء يبحثون عن أعذار لفشل وانحطاط وفوضى وفساد هذه الدولة ومن يقودها لأنها مسجلة باسم الدعوة ، أي باسم التشيع ، كانوا يقولون أن وجود أعداء للعملية السياسية وبعثيين ونفعيين في هذه المسيرة الصعبة هو السبب الرئيسي لتراجعها فلماذا تحملون دولة القانون أو الدعوة ثمن الأخطاء ، وكان لمثل هذه التبريرات نوع من الوجاهة والمصداقية ، ولكن في أجواء الدعاية الانتخابية وسعي جميع الأطراف لتلميع وجوههم وكسب رضا الشارع وجهت الدعوة لنفسها ضربة حمقاء أطاحت بما تبقى لها من مصداقية خاصة في الوسط الإعلامي ، فبدل ان يتعاملوا مع الإعلاميين وصناع الرأي العام بأبوة وتواضع وكرم وعدل في دوائرهم الحزبية تجد قيادة الدعوة تقوم بتعيين شاب مجنون ملتبس العقل ليقود أهم وسيلة إعلام للحزب وهي قناة آفاق ، شاب مراهق اسمه محمد الحمد كان مقدم برامج في القناة ، وهو ليس من المقدمين الناجحين ، ولا يتمتع بأي جاذبية ولا مهارات خاصة بمقدمي البرامج بل منذ البداية كان بعض الإعلاميين يعتبرونه شخصية مزعجة فيه الكثير من الاستعلاء والتكبر والجهل وذلك واضح في إطلالته على الشاشة ، ولكن الكارثة حلت بقناة آفاق عندما قررت قيادة الحزب استبعاد مديرها العام الشيخ أبو يقظان وهو شخصية إعلامية مرموقة ومن قيادات الدعوة ورموزها لكي يحل محله محمد الحمد ! وهذا يعني القضاء المبرم على هذه الوسيلة الإعلامية المهمة في حياة الحزب والحكومة ، فهذا الشاب ليس إعلاميا ، ولا هو شخصية سياسية ، ولا هو صاحب مهارات إدارية ، ولا هو صاحب شهادة أكاديمية ، كل ما يملكه من مهارات تملقه وتزلفه لقيادة الحزب ووقوفه في صف الجلاوزة والأدوات اللاهثة التي تنفذ رغبات القيادة ، محمد الحمد اطل على قناة آفاق إطلالة مشؤومة ليحولها إلى مهزلة ، تصرف كأي جلواز مراهق من فدائيي صدام ، وكان يتجول في أروقة القناة بطريقة بوليسية أعادت كل تفاصيل السلوك القمعي لجلادي الإعلام الصدامي إلى الذاكرة ، فبدأ بتوجيه السباب إلى شخصيات إعلامية محترمة في هذه القناة ، يستدعيهم إلى مكتبه وهم ما بين مخرج ومعد ومذيع ومصمم ومثقف ومقدم برامج ومونتير ، فيمارس معهم أشكال التعنيف والاهانات وهم مطرقون وقد أذلت رقاب الرجال لقمة العيش ، هؤلاء الإعلاميون القدامى يواجههم محمد الحمد بكل هذه الاهانات ، وقد قلب القناة على البطانة ومحا معالمها وأنهى هيكلها الوظيفي ، يتصرف كشرطي جاهل مغرور وقد اصدر قوائم إنهاء خدمة بحق كوكبة من هؤلاء الإعلاميين وعمد إلى تأجيل طرد عدد آخر منهم ، وفي نهاية الشهر قرر إنهاء خدمة من تبقى منهم ولكنه يا للعجب سرق رواتبهم وعندما ذهبوا ليستفسروا عن سبب منع استحقاقهم المالي رد عليهم باستعلاء وتهديد وطردهم من مكتبه ، يسأل الإعلاميون المحترمون في قناة آفاق من الذي عين محمد الحمد في هذا الموقع الحساس في وقت تخوض الدعوة حملتها الإعلامية الانتخابية ؟ لقد توقفت القناة عن القيام بأي دور كما انه شحن صدور عشرات الإعلاميين المحترمين بالبغضاء والاهانة والظلم وقطع أرزاق عدد منهم وتركهم مذهولين يجأرون الى الله بالدعاء ، في وقت تسعى الأحزاب العريقة إلى إرضاء الإعلاميين وهي في موسم انتخابات كهذه ، عملية تدمير آفاق تأتي في توقيت يثير الشك فالذين يقفون خلف قرار التغيير وجلب هذا الولد المجنون أما أنهم أغبياء جدا أو أنهم متآمرون جدا ... |