القاعدة في الداخل وما يسمى بالمعارضة السورية في الخارج


الأحداث الدامية والمدمرة في سورية مستمرة لأكثر من عامين ، ولم نلاحظ أي علامة حقيقية على قيادة المواجهات من قبل ما يسمى بالمعارضة السورية الوطنية التي تنادي بالتغير الحقيقي لشعبها وتأسيس نظام ديمقراطي يحترم حقوق الجميع بالتساوي؟؟؟؟؟ ، ولكن نوعية الأحداث المآساوية وتبنيها من قبل مجاميع القاعدة القادمة من جميع دول العالم تثبت أن المعارضة السورية ما هي إلا غطاء يختفي تحته هؤلاء المجرمين القتلة الذين جلبتهم قطروالسعودية بالإضافة الى تركيا وجميع الأنظمة المعادية للمقاومة والحقوق العربية المشروعة من أجل تغير النظام السوري المقاوم ، فطريقة التدمير التي قام بها هؤلاء المجرمين تعطيك فكرة على أن القائم بها لاتعنيه سوريا لا من قريبٍ ولا من بعيد ولا تعنيه الحضارة الإنسانية ولا يحترق قلبه على ذلك التراث الذي أصبح بين ليلة وضحاها عبارة عن أكوام من التراب والطابوق المهشم نتيجة القصف المتعمد على الحضارة السورية ، فهل يعقل معارضة تقوم بتدمير تاريخها المادي المتمثل بكل أسواق وبيوتات سوريا القديمة التي بنيت منذ المئات بل الألأف من السنين ، وأما المجازر التي قامت بها هذه المجاميع التي يندى لها ضمير الإنسانية لبشاعتها وقبحها وقساوتها ، فلم يترك هؤلاء المجرمون طريقة واحدة إلا وأستعملوها في قتل هذا الشعب البريء فهل يعقل معارضة وطنية تقوم بضرب شعبها بالكيمياوي أو تعمل تفجير في الأسواق أوأمام المدارس أو في المساجد ، وهل يعقل معارضة تقوم بقتل قادتها المفكرون أمثال الشيخ البوطي الذي يمثل الإسلام المعتدل بهذه الطريقة الدموية المروعة ، وهل توجد معارضة وطنية تقوم بأختطاف أبناء شعبها التي تنادي بحريتهم وتوفير أفضل حياة لهم بل تقوم بأغتصاب النساء ومن ثم قتلهن وتنشر كل ذلك على وسائل الإعلام إن كانت عبر الأنترنيت أو الفضائيات ، أغلب الأراضي السورية التي تسيطر عليها المعارضة كانت أعلام القاعدة (القراصنة) ترفرف عليها وصيحات الله وأكبر ترتفع منها بعد كل جريمة يقومون بها ، وأغلب المساعدات التي تقدم الى المعارضة السورية كانت تذهب الى مجاميع القاعدة وقد صرح بذلك الخطيب نفسه عندما أراد الإستقالة ، وفي خارج سوريا ليس هناك ذكر لجبهة النصرة في المحافل الدولية بل الصورة تختلف كلياً ليس هناك لحى طويلة أو عمائم أو لباس قصير بل الجميع يلبس أجمل البدلات وخطابه يمثل قمة الدبلوماسية ويتنقلون ما بين العواصم الغربية والعربية وأنقرة ويصرحون بما يشاءون حول مستقبل سوريا ، ولكنهم لايدعوَّن الى الإجتماعت الحقيقية التي تهتم بالمسألة السورية وإنما وجودهم للإعلام وللضرورة التي يحتاجها الظرف التي تمر فيه سوريا ، فهل يعقل ثورة لا يقودها أبناءها لهذا أحتاج الغرب والمستعربين والمتأسلمين الأتراك وجود بما يسمى بالمجلس الوطني ، وأنما الحقيقية تقول هذا المجلس عبارة عن دمى تقاد عبر الريمونت كونترول من قبل قطر وتركيا والسعودية ، لهذا نلاحظ التحرك السياسي العالمي حول القضية السورية ليس فيه وجود لهذا المجلس بل الجميع يتجه بأنظاره الى اللاعبين الأساسيين الروس والإيرانيون والأمريكيون وأما الاخرين عبارة عن دمى يحركها الغرب بما فيهم مثلث الشر ( تركيا والسعودية وقطر) ، فبعد مرور سنتين من الإقتتال في سوريا ثبت للعالم إن المخطط أمريكي-إسرائيلي لتدمير آخر قلعة للمقاومة وما يرافقه من صفقات حول المكتشف من الحقول النفطية بالإضافة للغاز في الأراضي السورية ، وأما الأخرين فكانوا عبارة عن مقاتلين بالإجرة أو بالنيابة وقد خدعتهم العقلية الوهابية بأكذوبة الجهاد في سوريا ، فأصبحت سوريا المحرقة التي حرقت هذه العقول الفارغة السوداوية ، وبذلك ضرب الغرب عصفوريين بحجر واحد من جهة تم تدمير وإضعاف سوريا الى أقصى حد ممكن ومن جهة أخرى التخلص من هؤلاء الجُهّال الذين لا يعرفون من الدين إلا التكفير والقتل وزواج حور العين ، وهكذا بعد أن أصبح الوضع في سوريا أكثر وضوحاً والإعلام المعتدل أصبح قريباً من الأحداث ظهرت الصورة الحقيقية للمعارضة السورية ، على إنها لا تمتلك الشعبية الكافية التي تؤهلها لقيادة سوريا مستقبلاً ، وأغلب من يقاتل اليوم في سوريا هم من القتلة والمجرمين الذين جمعتهم قوى الشر لكي يعيثوا بالأرض الفساد والدمار .