العلّةُ الكُبرى!! |
العلة علتنا , والعيب عيبنا , وليس العراق! العيب واضح ومشين ومخزي ومهين! وكل واحد منا فيه شيئ من العيب المروّع الذي أوصل الأمور إلى ما هي عليه , ووضع الحياة في أوحال اللاجدوى , ودفنها برمال الخراب والإنقراض. العيب عيبنا! والعلة علتنا! ونردد مع أم كلثوم " العيب فيكم وبحبايبكم"! وما فينا نؤكده بسلوكنا ونرسي دعائمه في محيطنا. فنحن نتميز بعلة الأنانية , والنرجسية , والفردية , والإستبدادية , وعندنا ميل عجيب للتخريب والقطع. فكل منا فحل الفحول , " وما إجتمعت بأذوادٍ فحول"! و "هوّ وبس" , و "إشحدّ اللي يكول آني مثله"! وإنه , حكيم الحكماء , وعنده ينتهي الرأي السديد , وإيّاك أن تختلف مع العراقي بالرؤى , لأنك ستصبح عدوه , ولا بد له من إقتلاعك من جذورك , خصوصا عندما يكون صاحب كرسي في السلطة. وكل منا , نمام شتام , يغتاب الآخرين , فما أن ترحل عن قوم , حتى يبدؤون بأكل لحمك , والكلام عنك بأساليب لا تخطر على بال حتى المآليس. والواحد منا سهل الإنقياد للقيل والقال , فإن قال أحدهم إن فلانا قال عنك كذا وكذا , فأنك ستستحضر مشاعر وعواطف العدوان , وتتحشد للنزال بلا مسوغات! والكلمة عندنا رصاصة أو قنبلة , لكننا نهذر بالكلام , ونرى أن الكلام مجرد كلام , ولا يمكن أن يدل على فعل , إلا إذا كانت مفرداته ذات عدوانية وخصام. وكما هو واضح في سلوكنا الذي نسميه (سياسي) , فأن الشك والخوف وعدم الثقة وسوء الظن , بوصلة وبرهان تفاعلنا , ولهذا فأننا في صراع متوحش على الكراسي , وما أسهلنا في إطلاق التهم , وتسويغ الشائن من الأفعال. ومعظمنا يتظاهر بالدين , ويتبجح بالإيمان , وبسلوكه يعادي الدين ولا يشير إلى قدر من الإيمان. وأكثرنا صاحب وجهين أو أكثر! وربما جميعنا لا يعرف العراق , ولا يعمل من أجل العراق! تلك بعض عيوبنا , ومميزاتنا الإنقراضية التي لا نستطيع بسببها أن نبني نظاما إجتماعيا أو سياسيا كباقي الناس! ولهذا فأننا أغضبنا العراق , والأنبياء والأولياء والأئمة والصالحين المتوسدين ثرى العراق. بل أغضبنا الأرض , وعادينا إرادتها في أن يكون العراق خير بلاد. ووفقا لذلك , فقد عجزنا وفشِلنا وأهنا أنفسنا والعراق. فهل سنرعوي ونستيقظ ونواجه أنفسنا , أم سنبقى سكارى وحيارى ومستضعفين في ميادين الضحايا المؤهلين للإفتراس اللذيذ؟!! |