الحوار ليس على حساب الآخرين |
الأزمة الحالية هي أزمة عراقية خالصة لاتنحصر بين كتلة واخرى، وإنما تشمل جميع الكتل والكيانات، ولكل خلاف عنوانه واسبابه، عندما تشتد الازمة تتعالى اصوات اللجوء الى الحوار باعتباره الوسيلة الناجحة للوصول الى تفاهمات تساهم في تفكيك اجزاء من الازمة، وعندما ياتي الحوار ثماره تنهال التصريحات للنيل من طرفي الحوار والاتهام بتحقيق مكاسب خاصة على حساب الاخرين. زيارة الوفد الكردستاني الاخيرة الى بغداد ولقاءاته مع التحلف الوطني ودولة القانون ورئيس مجلس الوزراء، جاءت في فترة حساسة وحرجة تمر بها الازمة العراقية نتيجة التطورات التي رافقت الاعتصامات في العديد من المحافظات، وكانت الزيارة موضع الترحيب سواء داخل او خارج العراق، وحسب المتابعين لملف الازمة العراقية ان هذه الزيارة تحمل معها مفاتيح الحلول لاكثر من ازمة، ومن ثم انها تعبر عن ايمان الكرد بالحوار باعتباره الوسيلة للوصول الى تفاهمات مشتركة بخصوص النقاط الخلافية ليس في العلاقة مع التحالف الوطني ودولة القانون فقط، بل ضرورة اتباع الجميع لهذه الوسيلة لحلحلة العقد الخلافية. بعد زيارة الوفد الكردستاني والاعلان عن اتفاقية من عدة نقاط للبدء بتفكيك العقد التي كانت سببا في تدهور العلاقة بين بغداد واربيل، تعالت اصوات اقل مايقال عنها انها نشاز في المرحلة الحالية من قبل البعض من النواب وغيرهم، بغية تضليل الرأي العام بان ماجرى بين بغداد واربيل جاء على حساب الاخرين، انها نظرة ضيقة وفهم خاطئ لما يجري، ومن جانب اخر هؤلاء بعيدون عن السياسة ودهاليزها، آراؤهم قد تكون شخصية وليست تعبيرا عن مواقف كتلهم، لعدم وجود بيانات رسمية بذلك, نائبة عن العراقية تعبر عن خشيتها من تنازلات دولة القانون للاكراد من اجل استرجاعهم كحليف استراتيجي على حساب قائمتها، ويبدو ان النائبة نست او تناست العلاقات بين العراقية والتحالف الكردستاني ويتلمسها المتابع من الزيارات المتكررة لقادتها الى اقليم كردستان، وهذه دلالة عدم متابعة ومعرفة هذه النائبة لسياسة قائمتها بالاضافة الى عدم معرفتها بالدستور عندما تقول في تصريحاتها انتفاء الحاجة للمادة 140 وانتهاء صلاحيتها، ومن ثم تاتي تصريحات احد محافظي الغربية ومطالبته قادة ائتلاف العراقية بإعادة النظر بعلاقتهم مع التحالف الكردستاني، كونه متفقا مع التحالف الوطني. مثل هذه التصريحات لاتحتاج الى تعليق لانها تعبر عن شخصية مروجيها وفقدانهم للدقة والتوازن في مثل هذه الظروف التي تمر بالبلاد، ولو كانوا على دراية بالسياسة ومايجري في البلد لم تأت منهم مثل هذه التصريحات، وفي الوقت ذاته اللقاءات والاجتماعات مستمرة بينهم وبين التحالف الوطني ودولة القانون من دون ان يتحسس الكرد لذلك، بل على العكس ان الكرد يطالبون دوما بالحوار لانهاء الازمات. ان نغمة تحقيق الكرد للمكاسب واستغلالهم للظروف لذلك اصبحت نغمة قديمة لا يسمعها احد لعدم واقعيتها، ولكن يجب التفكير وفق المنطق بان الكرد ركيزة مهمة في المعادلة العراقية ولايمكن تجاوزها، البلاد يسير نحو المجهول ولابد من التفكير بالاساليب التي تنقذه من الازمة وليس اطلاق تصريحات فارغة لايجني المواطن منها شيئا ،التصريحات غير المسؤولة هي التي اوصلت العراق الى هذه المرحلة، وعلى الكتل والكيانات التي ينضوي هذا البعض من اصحاب هذه التصريحات تحت يافطتها تنبيه اعضائها وضبطهم من مثل هذه التصريحات من اجل المصلحة العامة. |