قررت اليوم زيارة خالتي بعد أن أجلت هذه الزيارة سنوات طويلة ، لااحب السفر وحيدا وقيادة السيارة عبر الطرق الخارجية غير المأمونة ، رحلة اظنها محفوفة بالمخاطر ورعونة السائقين ، والدتي تلح علي يوميا ان اتفقد خالتي .. وها انا اليوم انفذ رغبتها رغم أنفي ! استقبلتني خالتي بحرارة وفرح واحتفاء كبير وظلت تقبل وجهي دقائق طويلة حسبتها لن تحرر عنقي الذي تمسكه بقوة وتواصل تقبيل وجهي ورأسي .. جلست مع زوجها واولادها في غرفة الاستقبال بعد السلام وترديد عشرات المرات ــ شلونك ــ الحمد لله ــ بعد شلونك ــ زين الحمدلله كنت اسمع جلبة ونقنقة دجاج قاق قيق في الممر الخلفي المطل على نافذة الغرفة وخالتي تهرول خلف الدجاجة والدجاجة تفر من مصيرها المحتوم .. وبعد صراع ومنازلة غير عادلة حسمت لصالح خالتي وهزيمة الدجاجة ظهرت خالتي من باب الغرفة تمسك الدجاجة بكلتا يديها وهي تشير لزوجها أن يأتي لذبح الدجاجة .. خلال دقائق كانت المسكينة ترفس رفساتها الاخيرة في الحديقة ... أختفت خالتي لعدة ساعات ومثلما خمنت أن الدجاجة كانت شائخة وقد تصلب لحمها وتخشب في الطبخ ،،،كنت خلالها اتضور جوعا ، تهلل وجهي لما أعلنت أن الغداء أصبح جاهزا وعلى الجميع القدوم الى المطبخ وهذا مكان تناول الطعام المعتاد ... كنت خاملا أشعر بالجوع الشديد قد استبد بجسدي ولم اتمكن من مجاراتهم كثيرا في الحديث أهز رأسي وابتسم كالبليد ،،لانني لم اتناول أفطاري الصباحي وكنت مستعدا لاكل أي شئ تجود به يدي خالتي كي يهدأ عويل معدتي الفارغة .. كما هو جار في عادات الطعام في البيوت الريفية تقسم العائلة الى قسمين قسم الرجال الذي يحظى بالنخب الاول من الطبيخ وقطع اللحم ومايتبقى يسكب لنساء العائلة والاطفال .. تحلقنا نحن الرجال حول الصينية المدورة ورفعت اللقمة الاولى الى فمي بشهية طاغية وخالتي أمامي تواصل سكب الطعام لبناتها وكناتها في الصينية الاخرى .. كنت قريبا منها مما جعلني أراها ترفع أرجل الدجاجة المطبوخة في صحن وتتبعه برأسها .. اللقمة وقفت في مقدمة فمي لا استطيع لفظها ولا أبتلاعها .. رأسي تدور من الغثيان .. اتحامل على نفسي خشية أن أَتَقَيَّأُ أمام الجميع .. تلك الارجل التي كانت قبل ساعات تنبش بمخالبها الطويلة تراب وقذارة الحديقة وفضلات القطط .. خالتي ترمقني بين لحظة وأخرى وتحثني أن أكل لانها ذبحت دجاجتها الاثيرة أكراما لقدومي .. انتفضت واقفا اتلفت في وجوههم باحثا عن عذر مقنع .. واهتديت الى اني مريض وقد منعني الطبيب من أكل اللحوم البيضاء . ذريعة خرقاء وبليدة جعلت الجميع مذهولا وقد تحولت الانظار الى خالتي التي راحت تقرمش سيقان دجاجتها الاثيرة بلذة غامرة .. من يومها وأنا أكره جميع السيقان حتى الانثوية منها وكلما أنظر الى سيقان أحداهن تقفز صورة مرق خالتي بالسيقان المقرمشة .. عرفت فيما بعد أن خالتي بارعة في تنظيف وسلخ سيقان الدجاج لانها لذيذة وشهية عند الاكل حسب قولها .. ومن المستحيل أن ترمي بهما ومابالك في أيام الحصار اللعينة .. واذكر ان هذه كانت زيارتي الاخيرة لبيت خالتي ...
|