لم يبلغ المفتش العام لوزارة الداخلية عقيل الطريحي، الحلم بعد، ناضجا، انما ما زال مجرد مراهق، لم يصحُ من وهلة الانبهار، بالمنصب الذي آل اليه، في غفلة من الزمن.
بعد ان كان مجرد تابع، يحاول ان يكون صديقا للادباء والمثقفين، تقربا بشهادة بكلوريوس القانون، التي لم يستوفِ مقوماتها؛ فظلت مجرد حبر على ورق.. عاجز عن ان يترافع في تمثيلية يؤديها اطفال المدارس الابتدائية، وليس في محكمة حقيقية.
من هذا الشعور بالاحباط والخيبة، وجد الطريحي نفسه يتحكم بمقدرات وزارة الداخلية كافة، يقيل ضباطا رؤيتهم في الطريق العام اكبر من احلامه قبل 9 نيسان 2003.
انه واحد من نهازي الفرص، الذين يجيدون المناورة بالرأي ونقيضه، من دون موقف حقيقي كالرجال.. انه يتلون بما يرضي الحكومة والاعلام واصحاب القرار كي يقر في منصبه.
حجز مطعما بكامله، دافعا لصاحبه، ربح يومه كله، والبالغ اربعة ملايين، نظير ان يمنع دخول زبائن سواه، اليس بطرا هذا، يدل على حرمان يحاول ان يعالجه من خلال المنصب.
اليس في تصرف كهذا استهتارا يتواصل مع استهتاره المنفلت، احتماءً بظل الحكومة، من دون علمها؛ فهو يري وجها طيبا للمسؤولين، ويكشر عن انياب الذئب للشعب، يبتز منتسبي وزارة الداخلية وسواهم من المواطنين، والا فالويل لمن لا يدفع بالتي هي احسن...
وفوق الفساد الاداري في عمل الطريحي، ثمة فساد اجتماعي (ما تنلبس عليه إهدوم) يتلخص بخيانة صديقه.
فكيف لدولة تأتمن أهم وزارة سيادية في البلد، بيد رجل لا يؤتمن، انه يقطع سبيل المعروف بين الناس بـ (دكته) هذه اذ يخون صديقه.
لو ارادت الدولة، نهضوا من الخراب الذي ترتكس منكفئة على وجهها فيه، يجب ان تطهر مفاصلها من روماتيزم الفساد، المقترن بالطريحي وامثاله...
وكفى بالله شهيدا.