يا لعبةَ الأقدارِ لا تتردّدي...!! (*) شعر: كريم مرزه الاسدي

 

 

 

 

 

 

(البحر الكامل)

 

يا لعبةَ الأقـــدارِ: لا تتردّدي ***زيدي بلاءً مــــــا بدا لكِ وانكدي

 

 وتهوّري ما شئتِ أنْ تتهوري*** صبّي جحيماً وابرقي ثم ارعدي

 

بيعي الشهامةَ والمروءةَ وابخسي***وبصولةِ الأشرارِ قومي واقعدي

 

لاتختشي من دهركِ... متقزّمـــاً *** فإذا كبــــا قزمٌ بحولكِ صعّدي

 

وتثقّفي  بالهابطاتِ، فمنْ درى*** زهو الجهولِ يضيءُ مما يرتدي؟!

 

وتعلّمي بيــــــن الخرائبِ وحشة ً*** مــــــن دونِ علمٍ نيّرٍ متجدّدِ

 

أمّا الطفولةُ والبــــراءةُ فاعلمي *** أطفالنا ســــــــعرُ الحليبِ الأفسدِ

 

ثمَّ اسلبي قــــوتَ الضعيفِ ولملمي *** أموالَ قـــــــارونٍ إليكِ وحشّدي

 

أو صيّري الدينارَ ســـعرَ الدّرهمِ *** ثمّ اســحبي منهُ صحيحَ العسجدِ

 

عَــــــــرَقٌ عصارةُ فكرنا ، مــــنْ ريّهِ *** وردتْ فغذّتْ خدعة المتبغدّدِ

 

يا نصفَ قرنٍ صدَّ من كيدِ العدى*** كي تقفزي فوقّ الدّجى المتلبّدِ!!

 

********************************************************

 

يالعبةَ الأقدارِ: زيــــدي عدّدي *** مــــــا تأكليهِ اليومَ يُطرحُ في غدِ!!

 

إنْ قيلَ جدّكِ مــــــن أصولِ الأبعدِ *** فتناولي أجدادَ غيركِ وابعدي

 

أو هجّري مَــــنْ تبغضينَ وعلّلي *** أبناءُ قحطانٍ دمُ المستورَدِ

 

لا تتركي في ذا الوجودِ مبّــــعداً*** بلْ لاحقي أنفـــــاسَ كلِّ مـشرّدِ

 

لا تخجلي وترنّحي وتهاتري *** ولِمَ الحيا  أمن الضعيفِ الأوهدِ؟!

 

أمّا القبورُ لـــــــعلَّ ينهضُ ميتٌ *** منها فســـحقاً للعظامِ فرهّدي

 

للموتِ لا تتهيّبي أو تخشـــعي ***فلكِ البقا بــــعدَ الزمانِ السرمدِ

 

ثمَّ اهتكي حُرماتِ كـــلِّ مقدسٍ *** ما الفرق بينَ مراقصٍ أو مسجدِ!!

 

وخُلقتِ مــــنْ نورٍ وغيركِ طينةٌ ٌ*** لا تقبلي إلاّ بلفظةِ (ســــــيدي)

 

فدعِ العـــــراقَ بشعبهِ وترابهِ *** والرافـــــدين  رهينة ً للأوغدِ !!

 

وتنصّري وتشيّعي و تسنّني *** وعليكِ بالعقبى ، وإنْ تتهوّدي

 

يالعبــــة الأقدارِ: زحفكِ زحفكِ *** بدءًا بـعدنـانٍ ، وثنّــي بـأحمدِ

 

فتعرّبي فالنسب نسبُ محمدٍ *** وإذا أساءكِ يعـــربٌ فتكرّدي

 

********************************************

 

يا لعبةَ الأقدارِ: لا لا  ترشدي *** ابقي صباحاً أو مساءً هدّدي

 

طوراً لجاركِ -إنْ عجزتِ -وتارةً***للشعبِ فهوعليكِ أسهلُ مقصدِ

 

لمّي الرجــــالَ معَ النّساءِ وذبّحي*** وتقرّبي بدمــــــائهمْ للســـــــيّدِ

 

وإذا تخمّرَ فيكِ شكّ ٌ واصلي *** منكِ القريــــــبَ إلى البعيدِ الأبعدِ

 

وإذا خســـــرتِ تهــــــافتي للأجنبي *** فلـــعلَّ ينعمُ بالبقاء الأسودِ

 

أو وقّعي كلَّ الصكوكِ واكثري *** إنْ قالَ كفّاً ، قولي بل كلّ اليدِ

 

*********************************************

 

يا لعبة الأقدارِ: مالكِ ضرّةٌ *** في سحق قومكِ فارقصي ثمَّ انشدي

 

فتعدّدُ الأحزابِ فوضى أمرهم *** حاشاكِ مـــــــن متدينٍ أو مُلحدِ

 

وإذا أتتكِ مذمّة ٌ منْ فاضلٍ *** قولي : فســــادُ الرأي أنْ تتردّدي

 

مَنْ قدّسَ الأوطانَ قبلكِ أحمقٌ *** فبنعمةِ الأوطان ذمّي واجحدي

 

ثمَّ البسي ثوبَ النضالِ وعربدي*** وتعملقي للشعبِ  صيحي وازبدي

 

قد كنتُ عنترَ في العنــــاترِ،  ألّفي *** قصصاً وأفلاماً إذا لــــــــمْ تُحمدِ

 

وتعلّقي بالعرشِ وارثةَ الســــما *** إيّـــــاكِ مــــــنْ  متربّصٍ متصيّدِ

 

مَنْ رقـّى مثلكِ للمعالي  خبثهُ *** أندى بــــــــــرفعِ نديدكِ للمقودِ

 

فتشرّبي نسغَ الخساسةِ ضامراً*** شوكَ القتادِ ، وكــــــــافراً بالمحتدِ  

 

**************************************

 

يا لعبة َالأقدارِ: مالكِ في الورى *** مَثَلٌ فيا بؤسَ العراقِ الأنكدِ

 

فتكرّمي في قطرةِ الماءِ التي *** أضحت بعهدكِ  مثــلَ نيلِ الفرقدِ

 

أو وزّعي قرصَ الرغيفِ مقسّماً *** لليومِ نصفٌ ، ثمَّ نصفٌ للغدِ

 

بلْ صوّري للبـــائسينَ بأنّهمْ *** عاشـــــوا الحياةَ بظلِّ عهدٍ أرغدِ

 

يا لعبــة َ الأقدارِ مالك والعلا ***لقـــــــــدِ التهمتِ الجرمَ ساعةَ مولدِ

 

ما كــــــانَ طبعك ِ للعلا فتمرّدي *** مّنْ حلَّ غيرَ مكانهِ لــــم يرقدِ

 

هذا نصيبكَ - يا عراقُ - وما لنا *** إلاّ بــــــأرواحٍ ودمٍّ نفتدي

 

مَنْ عاشَ  عاشَ ومِنْ يمتْ فلهُ البقا ***في ظلٍّ ربٍّ بالجنانِ الخلّدِ

 

 فـــي ذمّــــــةِ اللهِ الذين  تهافتوا *** للموت أفواجـــــاً كسيلٍ مهتدِ            

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (*) نظمت في أيلول 1991 م ، ونشرت حينها في عدّة صحف عراقية  وعربية ، ونقحت في أيار 2013م ،بإضافة ما يستوجب إضافته من بضعة أبيات ، وحجب أكثرمنها مما لا يوجب ذكره حاضراً ، أول مرّة تنشر في المواقع الألكترونية  للتصحيح والذكرى و التاريخ .