العراق تايمز / رفضت اللجنة القانونية البرلمانية طلب الادعاء العام في العراق الذي رفعه الى رئيس البرلمان، والذي دعا فيه الى انتخاب رئيس جديد للبلاد، في الوقت الذي اعتبر أن منصب الرئيس جلال الطالباني أصبح "خاليا" جراء مرضه وسفره للعلاج في المانيا معتبرة هذه الخطوة بغير الدستورية. وكانت رئاسة الادعاء العام قد نشرت بيانا على موقع مجلس القضاء الأعلى قالت فيه إن الطلب جاء تطبيقا لأحكام الفقرة "ج" من المادة 72 من الدستور التي تنص على أنه "في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية لأي سبب من الأسباب يتم انتخاب رئيس جديد لإكمال المدة المتبقية لولاية رئيس الجمهورية". هذا ولم يذكر الدستور أسبابا معينة حتى يعتبر المنصب خاليا، كما لم يحدد مدة معينة لاعتبار منصب الرئاسة شاغرا. وردا على ذلك، هرولت اللجنة القانونية في البرلمان إلى رفض الطلب، وقالت على لسان رئيسها خالد شواني إن الطلب "غير دستوري وغير قانوني". وذكر شواني أنه ليس هناك أي نص دستوري أو مادة في قانون جهاز الادعاء العام تمنح رئيس الادعاء العام صلاحية تقديم مثل هذا الطلب، "كما أن المادة 72 من الدستور تتحدث عن خلو منصب رئيس الجمهورية وليس الغياب، والآن خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية يقوم بتنفيذ مهام الرئاسة"، كما قال إن مجلس النواب غير ملزم بتنفيذ هذا الطلب. الرئيس جلال طالباني، البالغ من العمر 80 عاما، كان قد نقل في 20 ديسمبر/كانون الأول إلى احدى المستشفيات في ألمانيا من أجل العلاج بعد تعرضه لجلطة دماغية، وكان قد وصل الى المانيا برفقة فريقه الطبي الذي أعلن مؤخرا أن صحة الرئيس "جيدة ومستقرة". كما أن الطالباني يعتبر أول رئيس كردي في تاريخ العراق الحديث. وقد انتخب رئيسا لمرحلة انتقالية في أبريل/نيسان 2005 وأعيد انتخابه في أبريل/نيسان 2010 لولاية ثانية لأربع سنوات. وكانت مصادر عراقية قريبة من الرئاسة العراقية كشفت تفاصيل مشادة كلامية تضمنت اتهامات بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس جلال طالباني، ادت الى انهيار الاخير وتدهور صحته بشكل خطير نقل اثرها الى مدينة الطب في بغداد اثر اصابته بجلطة دماغية خطيرة. وقالت المصادر ان المالكي حضر الى مكتب طالباني لتبادل السلام وبحث اخر التطورات السياسية في البلاد وذلك اثر عودة الرئيس الى بغداد من مدينة السليمانية الشمالية مقر سكنه وحزبه بعد اسابيع غادر فيها العاصمة بغداد مستاء من اداء رئيس الوزراء كما اكد مسؤول اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة المالكي جندياني مؤخرا. وقد أشار مصدر آخر الى ان المالكي طلب من طالباني نفي تقرير نشره فخري كريم رئيس تحرير صحيفة المدى اليومية البغدادية عن مهاجمة المالكي خلال اجتماع مع الرئيس للسنة في محافظة الموصل الشمالية قائلا انهم متآمرون وقومجية وطالبا من طالباني العمل على ضم المحافظة الى اقليم كردستان للتخلص مما اعتبرهم المالكي اعداء له. وأكد المصدر ان طالباني قد رفض هذا الامر بشدة خاصة وان هناك تسجيلات محتفظ بها لكلام المالكي وقد هدد فخري كريم باذاعتها ونشرها. خلال الاجتماع نفسه طلب طالباني من المالكي تغيير مواقفه والتحلي بالمرونة في معالجة الازمات السياسية التي تمر بها البلاد وخاصة مايتعلق منها بين حكومته واقليم كردستان الامر الذي رد عليه رئيس الوزراء رافضا هذه الاتهامات وطالبا منه اتخاذ مواقف حيادية كرئيس لكل العراقيين من التطورات السياسية داخل البلاد وعدم الانحياز لقوميته الكردية. وأوضح المصدر ان جدلا حاميا قد تصاعد بين طالباني والمالكي ارتفع فيها صراخ المالكي مغادرا الاجتماع بشكل اغاض طالباني كثيرا مما ادى الى اصابته بالجلطة. واضاف ان الرئاسة العراقية اضطرت مع هذا الحال الى استقدام فريقين طبيين من بريطانيا والمانيا للاشراف على وضع طالباني الصحي حيث كان الفريق الاخير قد اشرف على علاجه في المانيا.
|