أدعياء

 

شاءت الأقدار أن تبرز زمر لا تمتلك التاريخ الأصيل , ولا المواقف المشهودة , ولا نظافة اليد والضمير , ولا تتمتع بأي حضور متميز على صعيد المجتمع , وتمتلك السن طويلة ووقحة ومتجاوزة , ولن يعرف عنها الرأي العام العراقي أي موقف ايجابي , ولم تسجل أي فعالية أو تفاعل مع المحرومين والفقراء , والطامة الكبرى أن هذه الزمر الضالة والمظللة والمستشرية على الساحة العراقية تعيش في أمان وضمان تحت غطاء بعض الأحزاب والتكتلات والتجمعات والتيارات والائتلافات والتي تضمن لهم الحماية سواء علمت هذه الأحزاب وغيرها أم لا تعلم بجشعهم واستهتارهم ونهمهم وفسادهم واستغلالهم للمناصب والمواقع والأسماء الكبيرة في الحكومة والدولة . إن هذه ألأفاعي السامة , والحيتان الكبيرة , تتلاعب بالمقدرات وتستحوذ على الامتيازات , وتتصيد بمهارة ومكر ودهاء , فقد استطاعت أن تتسلل بقدرة قادر إلى المكاتب المهمة وبمكرها تبوأت مقاعد متميزة فكونت تكتلات خبيثة تمتهن الدس والتدليس والكذب والنفاق وعن طريق هذه الممارسات الغارقة بالخداع والخديعة تمكنت من الابتزاز والتزوير واكتنزت الكثير الكثير من المال الحرام . إن هؤلاء الأدعياء هم بالأصل كلاب صيد وعناصر تجيد فن الكذب والتسلل .. وهم مجموعة من الشراذم العلانية والمتخفية تمارس أدوارا شريرة في إلحاق الأضرار المقيتة بالوطن والمال العام , وتشوه الحقائق لمأربها الشخصية والشريرة ولمأرب الأركان والأوتاد الذين يغطون ويتسترون ويبررون كل تجاوزاتهم المؤذية متوهمين بأنهم خارج نطاق الرصد والمراقبة . إذ لا يردعهم ضمير نظيف ونفس شريفة وأخلاق أصيلة , فأنهم وبكل وقاحة وخسة ودناءة يصولون ويجولون ويعبثون وينشرون أنواع الفساد ويمارسون شتى الحيل والوقيعة من اجل الوصول إلى مواقع أعلى ومكاسب اكبر . .وان الذي يثير السخط والتذمر والاستياء هو التجاسر والتطاول على أموال الشعب المسكين والتي تتعرض إلى تأمر قذر ومسموم من قبل هذه العناصر المدانة التي اندست وراحت تتفنن بالتحايل والاختلاس والضحك على الذقون تحت أغطية شيطانية مصطنعة , وبالنتيجة تمزقت وتبددت أمول كثيرة واستقرت في جيوب هؤلاء الأدعياء .
فأين أجهزة الدولة عن هؤلاء اللصوص الذين يمارسون سرقاتهم تحت ضوء الشمس ..؟؟ وما معنى هذا السكوت الذليل والتستر الواضح ..؟؟ أين مراقبة ومتابعة حماة الشعب والوطن والقانون ..؟؟ والله والله لو تشكلت لجنة من قبل الحكومة أو الدولة أو النزاهة تتسم بالأمانة والصيانة والضمير لتكشفت لها زوايا وخفايا ومخازي وماسي وهدر وابتزاز فوق حد التصور . ومما هو آت أمر وافجع طالما بقي هؤلاء الأدعياء في أروقة الأحزاب التي شوهت رسالتها المقدسة من قبل الدخلاء والإجراء والسراق . . وان كل ما هو مخبأ وتحت الأغطية سيكشف في يوم ما, وان السكوت عن سراق أموال الشعب المسكين جريمة وخزي وعار.