تحذير من الإكثار من تناول القرفة |
القرفة تدخل في تركيب الكثير من الأطعمة، لأنها تعطي نكهة خاصة لها، إلا أن القرفة تحتوي على مادة "الكومارين"، التي يمكن أن تسبب في أذية الكبد لدى بعض الأشخاص الحساسين لها، حتى وإن تم تناولها بكمية قليلة. هذا ما خلصت إليه دراسة أميركية حديثة نشرت في مجلة كيمياء الزراعة والغذاء، حيث بين الباحث إخلاص خان من جامعة ميسيسبي أن القرفة التي تأتي من لحاء بعض الشجر وتعتبر من أكثر المنكهات المستخدمة في الأطعمة والحلويات في أميركا، تحتوي على مادة "الكومارين" التي ارتبطت بأذية الكبد لدى بعض المرضى المتحسسين لهذه المادة. وبدأ الباحث وفريقه بالتحري لمعرفة مقدار كمية "الكومارين" الموجودة في الأطعمة المختلفة الموجودة في الأسواق، وبالفعل وجدوا أن كمية "الكومارين" في العديد من المأكولات كانت كبيرة ويمكن أن تسبب الأذية الكبدية بتناولها المستمر. يذكر أن دراسة نرويجية أجريت السنة الماضية ونشرت في مجلة السموم الكيميائية والغذائية حول القرفة ومحتواها من "الكومارين"، وأعطت هذه الدراسة توصيات حول الكمية اليومية من القرفة المسموح بها وهي 0.7 ملليغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم. وذكرت الدراسة أن تناول القرفة الموجودة مع رقائق الإفطار أو الحلويات أو الأطعمة الأخرى لبضعة مرات أسبوعيا يمكن أن يؤدي لتجاوز الكمية المسموح بها، كما أن تناول كمية كبيرة من "الكومارين" لبضعة أسابيع فقط يمكن أن تكون خطيرة على الجسم والكبد بشكل خاص. قسمت هذه الدراسة النرويجية القرفة لنوعين أساسيين وهما القرفة السيلانية والقرفة الصينية (أكاسيا)، وبينت أن محتوى القرفة الصينية (أكاسيا) من "الكومارين" أعلى بكثير من القرفة السيلانية. كما أشارت هذه الدراسة إلى أنه من الصعب التفريق بين النوعين إذا كانا مطحونين، ولكن يمكن التمييز بين عيدانهما، حيث إن عيدان القرفة السيلانية تحتوي على طبقات رقيقة عديدة. ونصحت الدراسة على أن استعمال القرفة الصينية (أكاسيا) يجب أن يقتصر على رشة خفيفة فقط، وذلك لاحتوائها على كمية كبيرة من "الكومارين". الجدير بالذكر أن مادة "الكومارين" مادة مضادة للتخثر وتسبب تميع الدم وتدخل في تركيب الأدوية المضادة للتخثر. |