ليس كل الاعلام ماجور يا ساسة


ان موضوع مهمة الكلمة المكتوبة  (المقرؤة او المسموعة) في الوسيلة الاعلامية ، تتفرد بتحملها مسؤولية لايمكن ان يحدد حجمها ومدى تأثيرها وانعكاساتها المباشرة على الواقع العراقي ، لما يشهده من تأزم سياسي عميق  بعوامل حث مختلفة المصادر والجهات ، حيث افرازاته الثقيلة في ارباك وضع المواطن العراقي وغرس التخوفات وهواجس القلق على مصير بلده حينما ترفد مسامعه الاخبار والتحليلات بكمها الهائل وبتشائمها  القاتم وتصوير الاحداث بمنظار سوداوي ليفقد ثقته بمستقبله او امله  في اصلاح ما افسده السياسيين بصراعهم وتنابزهم وخلافهم اللامنتهي ،الا اننا نرى  تنافس من قبل عدد من تلك الوسائل الاعلامية في تنفيذ سياسة  دعم ومساندة  التأجيج والتحشيد للشارع العراقي بكل ما اوتيت من امكانات وقدرات بعيدا عن ابسط اسس اخلاق العمل المهني الاعلامي وما يترتب عليه من واجبات وطنية في تعزيز الوحدة الوطنية والابتعاد عن كل ما يمس سمعة وكرامة  المواطن العراقي  ، في متابعة تحرير الاخبار وفبركة الصورة وتكيف التحليلات السياسية  وترسيم اتجاهات التحقيقات الاعلامية  ، يتلمس المواطن دون عناء كبير ان هناك منهج بخيوط واضحة لدفع الوضع العراقي وربطه بما يجري على الساحة الاقليمية ومحاولة  في خلق الاجواء المماثلة باستنساخ مسميات وعناوين  الحراك (الربيع العربي) واسقاطه عنوة وقسرا على الساحة العراقية بافتعال وتضخيم بوادر (الفتنة الطائفية ) التي تشتعل بنيران جحيمها شعوب المنطقة في ظرفنا الحالي ،حيث نرى ان التركيز على الشعارات الطائفية واظهارها  وايجاد المسوغات والحجج لمساندتها وتفعيل تأثيرها لدى الشارع وبغية خلق الاجواء التصعيدية والانفعالية من خلال نفث سموم انفاسها الخبيثة  في ذهنية المواطنين لتبنيها الافعال ورسمها بالخطوط والزوايا التي تعيدنا الى ذكريات  المأسي الفضيعة في الزمن القريب  للاحداث الطائفية الدامية حيث كادت ان تجعل الارض (شذرا مذرا) لولا اللطف والعناية الالهية ووعي المواطن العراقي وادراكه لحجم المؤامرة وما خلفها من اغراض واهداف لتمزيق نسيج مجتمعه وتفريق لحمة مكوناته وصولا الى الهدف المرسوم في دهاليز اعدائه بتقسيمه ، لذا نرى اليوم ان تلك الحملة الشعواء لاتخرج عن اطار الهدف السابق وغاياته (التقسيم ) حيث لم تجد افضل طريق لتحق ذلك المأرب الا العزف على الوتر الطائفي  على لسان السياسيين لتنقله وتسوقه الوسائل الاعلامية (المأجورة)