عمر الشاقي باقي

 

 كان حادثاً مروعاً جداً كدت اخسر بسببه حياتي. ولكن قبل ان اقص عليكم ما جرى أود تطمينكم أني بخير اي وحق الله انا بخير والدليل اني اكتب لكم الآن، المهم ان الرأس بمكانه واليدين تعملان، والباقي يتصلح.

البارحة ما نمت للصبح لأنشغالي مع بعض الأصدقاء على فيسبوك. لذلك قررت اليوم ما اروح للشغل واتصلت بمديري (ستيان) لأعتذر معللاً بالتعب. دزّيت الجهال لمدارسهم ورجعت اسوق بسرعة وانا شبه نايم، وفوگها دماغي منشغل بطلابة الجماعة. كنت اسولف بيني وبين نفسي: انا شلّي بدوخة الراس هاي؟! وليش مصدگ حيل بحرية الأعلام؟! وليش لحد هسه عقلي ما يفصل بين العراق والنرويج؟والى متى اتعامل مع الأعلام العراقي على انه اعلام مستقل كما يجري في بلدان الله البيها حظ؟! ولك معقولة هذا العراق الي كنا نحلم بيه بعد صدام؟! معقولة هاي هي الديمقراطية.. واحد ميگدر ينتقدله جريدة؟! معقولة؟! ومن هالسوالف المحبطة. وسط هاي الزحمة من الأفكار والنعاس الشديد غفلت لحظة ورجلي داست زايد على البنزين.. صعدت الرصيف وطووووووب لزگ بالحايط. والنتيجة تشوفوها گدامكم بالصورة.. يا بويه شوّروا بيَّ الجماعة ! دخيلچ علوية مدى! بعد الضربة بدقيقتين ما سمعت شي غير صوت الأسعاف.. بس بشرفكم لا تضوجون تره انا زين .. بالمستشفى الكادر الطبي لعبوا لعب وما قصروا.. تحليلات، اشعات، قياس ضغطات (بالغين مو بالراء)، مغذيات، وجميع التدبيرات. وره ساعتين صحيت لگيت رجليَّ مجبّسات ومدندلات من شاهق، وراسي مضبّر وصدري مشدشد..بس الحالة مستقرة وداعة حمودي وليدي.. والّي خلّاها تستقر اكثر اليد الحانية للملاك الطاهر ( سوزانة ) . اعني الممرضة المشرفة على حالتي والقائمة بواجبي وخدمتي.. سوزانة ملاك شفاف ابيض مضيء. تحمل حلاوة العسل وعذوبة الماء الزلال.. لها لون عينين مادري شني! ولون شعر هم مادري شني.. بصراحة هي كلها مادري شني ما شني.. لذلك قلت عنها ملاك.. اول ما فكّيت عيني ركضتلي من كرسيها (گو بيدرنگ آزر) يعني سلامتك ازهر. قالتها برقة لا متناهية بالضبط كتلك التي تعودت سماعها في البيت حين امرض (هاا شبيك؟).
تنحنحت وطلبت گلاص ماي فأسندتي سوزانة بصدرها كي اشرب. آهٍ كم كان الماء طيباً حينها ! شكرتها بصوت منخفض (تاك سوزانة).. وضعتْ سوزانتي القدح جانبا وحاولتْ ارجاعي الى وسادتي، بيد أني ملتُ بجسدي الى اليسار عامداً فوقعتُ عليها. ابتسمتْ راضيةً وجعلتْ صدرها وسادةً لرأسي المتعب.. يالله كم كان شعوراً غريباً لا يوصف! سوزانة الجميلة لم تكتفِ بشحنة الحنان تلك، بل وضعت يديها الرقيقتين على صدري المهشّم لأكون بحظن ملاك ناعم. عندها فقط شممت عطراً سماوياً استقرّ له ألمي فسلّمت امري وغفوت. لكن رجّةً عنيفة هزّت بدني وصوتاً اعرفه ترس اذني (اگلب صفح يمعوّد.. شخيرك وصل سابع جار)