أنهُ الاغنى ولكن بماذا..!!

 

منذ أن ولدت وأنا اسمع أني أعيش في اغنى اوطان العالم , لكني اقسم بالله انهُ الاغنى في القتل وفي الفقر وفي الجهل والتخلف وهو الاغنى في الظلم والذل , وهو الاغنى بالسراق المتمرسين وهو الاغنى في اعداد الجياع وإعداد الايتام , وهو الاغنى في موت الابرياء , وهو الاغنى في البكاء والنحيب , وهو الاغنى في انعدام الامن والاستقرار , ولا أعرف في اي شيء هو اغنى بلد اذا كانت جميع مقومات الانسان معدومة بمقصلة المتسلطين على انفاس الخيرات التي يقال أنها تتكاثر في هذا البلد وهو (العراق ) , هذه هي الحقيقة التي لا يعرفها الاغلبية هذا هو الواقع الذي نقطن فيه , حيث مازال المواطن العراقي يواجه ظلم الحياة القاسية وظلم اصحاب القرار في هرم الحكم , وهو يعيش وينام مع فقره وجوعهُ على اغنى أرض من بين بلدان العالم , يجب أن نمتاز بالواقعية الانسانية ونبتعد عن دائرة الوهم والاحساس المرهف والطرح الذي لا يحاكي الواقع , ونعمل على تجديد الافكار التي تسهم في بناء وطن وليس التمسك بالعواطف لجهة معينة (مسيطرة) على حساب خدمة مصلحة الاغلبية الفقيرة , واذا اردنا الوصول الى الرقي يجب ان نبتعد عن ظل هذا الاستغلال بأفواه مستغفلة , وعلى المتوهمين ( الشعب ) ان ينهضوا بأنفسهم للتخلص من الظلم المخيم عليهم , وان يقتلوا جرثومة الخوف وانهاء السنين الموروثة من الماضي , وهذا لا يأتي دون ان تتحرر الضمائر الراكدة في جوف الفقراء من أجل الوقوف بوجه التفرعن والتسلط والقرارات الوحدوية , ويجب أن يكون للمحرومين كلمة حق بوجه السراق , للخروج من دائرة الحرمان التي يعاني منها اغلب ابناء البلد الذين سلبت حقوقهم دون أنصاف , وذلك من أجل ارجاع حقوقنا وخيراتنا وأستثمارها بأيادي شريفة كي نعيش كبشر لهً حق العيش كبقية الشعوب , ولتحقيق ما نسعى أليه يجب على من يمثلون الشعب وهم البرلمانيون والسياسيون الذين وقعت على عاتقهم مسؤولية البلد أن يعيدوا النظر في أنفسهم وبالأداء السلبي الذي يتبعوه وينبذوا المفاهيم الضيقة التي تسيطر على الوضع الراهن والابتعاد عن سياسة المهادنة على حساب قتل المستقبل , واحياء الامل من جديد للخروج من هذا الزيف للنهوض بواقع يخدم الجميع .