البصرة من معركة الجمل الى رئاسة الوزراء

 

متباينة التضاريس بين سهل وجبل وهضاب وصحراء , بين العطاء والصبر والمعاناة , البصرة ملتقى نبض الحياة العراقية بدجلة والفرات في شط العرب , مدينة الشناشيل والمربد والنخيل والبترول والمعامل , ثاني أكبر مدينة عراقية، تحدها الكويت و السعودية وإيران والحدود المحلية مع ذي قار وميسان والمثنى ً , ميناء العراق الأوحد، ومنفذه البحري الرئيسي، تزخر بحقول النفط الغنية ، من المراكز الرئيسية لزراعة الرز, ,الشعير، الحنطة، الدخن والنخيل و الماشية , أرض مساحتها 19,070 كم2، وعدد سكانها نحو 3,800,200 نسمة (حسب أحصائات 2009م ), تواجه مشكلة كبيرة في إمكانية الحصول على مياه الشرب الآمنة , نتيجة نسب الأملاح العالية في المصادر المائية المحلية وتضربها ألسنة الماء المالح من البحر ، ، في معظم الأحيان لا يصلح استخدام مياه الشبكة العامة لغير أغراض الأستحمام والتنظيف. أما مياه الشرب يتم شراؤها من صهاريج المياه أو الأسواق التي تحظى بأمدادات من منشآت بتروكيميائية تستخدم تكنولوجيا التناضح العكسي للتخلص من الأملاح الزائدة, تسجل أداءً حسناً وفق مؤشرات البنية التحتية الأخرى و إمكانية الوصول إلى خدمات الصرف الصحي والحصول على الكهرباء أعلى بكثير من المعدل الوطني في كافة أنحاء العراق , شريانه من الثروة النفطية (70% ) والغذائية مدينة سياحية بما تحتويه من اثار وأضرحة دينية , و من الناحية العلمية والأدبية فقد كان لها العديد من العلماء والفطاحل منهم السيد الجزائري والجاحظ والفراهيدي و السياب و بن الهيثم وسيبويه .

البصرة تعاني الأهمال وتوصف بالبقرة الحلوب بأرتفاع نسبة البطالة والأمية وسوء الأدارة المحلية للأعوام السابقة , أزمة في الكهرباء والسكن العشوائي 50% لوجود انابيب النفط والمعامل التي تحتل اراضيها وتفسد مزارعها , المدارس والمستشفيات والصرف الصحي والبيئة متردية .

بعد نتائج الانتخابات المحلية ولوجود نتائج متقاربة بين ائتلاق المواطن والقانون , المواطن طرح مشروع ( البصرة عاصمة العراق الأقتصادية ) لما تملكه من مؤهلات وهذا ما يجذب الكتل الأخرى ويقطع الطريق أمام مرشح القانون لأعتبارها له خيار ستراتيجي كثيرة المقاعد لمساندة ولاية رئاسة الوزراء الثالثة , وتحلم بأعادة ولائها بعد اكتساح الأصوات في الانتخابات السابقة لدولة القانون بعد صولة الفرسان , كانت الحاكمة بمحافظها ورئيس مجلس المحافظة , لم تنفق خلال هذه السنوات ما يتجاوز 21% من الموازنة المخصصة لها , وأخفق المجلس السابق من أكمال مستشفى البصرة وشبكة مجاري أم قصر لسنوات وعشرات المشاريع , المشروع الذي طرحته كتلة المواطن للبصرة يجعل منها أم للخير العراقي , ولكونها توأمة لمدن ( فنيسيا. ايطاليا , باكو. اذربيجان , دبي . الأمارات , أولسان .كوريا الجنوبية , هيوستن , تكساس في امريكا ) , البصرة بأهميتها يراد لها الأقتطاع والهيمنة ورغبة لأبقاء المدينة متخلفة تابعة خاضعة يطاردها الفقروالجهل , أهل البصرة من بين المدن التي قارعت الدكتاتورية والأستبداد ومن مدن الشهداء والقادة , مدينة محورية وحصلت 8 قوى كل منها مقعد واحد ممثلة لمكونات مختلفة تمثل خليط الشعب البصري بينما حصلت المواطن 7 والاحرار 3 وائتلاف البصرة المستقل 2 اما القانون 15, اغلب القوى اتفقت للتحالف مع ائتلاف المواطن لتمرير مشروعها , وفي داخل القانون صراع بين مكوناته بين مرشح رئاسة الوزراء والقوى التي حصلت على مقاعد أكثر ومن جانب اخر بين ارادة البصرة وخيراتها , لا تريد ان تبقى نائمة مهمشة ولعل التغيير في خارطتها الأنتخابية دليل لأستعداد للنهوض الحقيقي والتنمية وأطلاق المبادرات الوطنية التي تنتشلها , البصرة تريد العيش بالخيرات لا تريد الشعارات الأنشائية والوعود المركزية , البصرة مدينة بأبنائها وخيراتها وموقعها ومدن العالم ليست بأفضل منها , تحلم مدينة غنية بالخدمات وتحسين الواقع ولا تكون مرة أخرى ساحة للصراعات بعد أن كانت ساحة لمعركة الجمل والسلطة الى يومنا هذا .