لم نشأ نعطي تفسيراً أو معناً محدداً لمفهوم السيادة ، إنما سنستقي معناه من هذا المتداول في أذهن الناس ومايتسالمون على فهمه وإطلاقه ، ولأن الإختراق في السيادة الوطنية غدى مكشوفاً كان لزاماً وحقاً علينا التنبيه إلى مخاطر ذلك ومايترتب عليه من تبعات وتداعيات ، فالتساهل فيه على أي نحو يُعد مضيعة للوطن والكل في ذلك سواء ومشاركين ، إذ إن هناك ثمة مايثير في هذا المجال هو في ذلك التراجع لمفهوم السيادة ولمفهوم الدولة المتكاملة . والحق أقول : إن الذي أحدث هذا العوار في معنى السيادة وأهميتها هو النظام البائد ، النظام الذي تمسك بالسلطة على أي نحو ولو كان على حساب القيم والشرف الوطني ، وبعد التغيير عملت دائرة القلق والخوف والنزعة الطائفية عملها في تفتييت اللحمة الوطنية ، مما فسح المجال بل وعجل بهذا الإختراق ، وكلما علا صوت من أجل الوطن قامت في وجهه أصوات مخالفة ومدعية ومنافقة ، كالذي نشاهده في كل مسألة من مسائل الوطن ، وكلما علا صوت وطني للم الشمل والتمسك بخيار الوحدة الذي أعتبره البعض دكتاتورية وتفرداً وتصلباً ، يظهر هذا الكلام في لسان حال الموافق والمخالف حتى أختلطت في أذهان الناس معناها ومفهومها وأهميتها ، فتدنت وتلاشت وشاهدي في ذلك هو إنسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني إلى جبال العراق ومناطقه ، هذا الإنسحاب الذي كان جزء من إتفاق لم يكن العراق حاضراً فيه ولاشاهداً عليه ولا مؤيداً أو موافقاً ، إتفاق أبرم بين أطراف تركية ولكن يجب على العراق القبول به من غير شرط ، وإن تمسك أحد بخيار السيادة فهو تمسك لايتعدى الكلام في البرامج الإعلامية لذلك فهو صوت باهت غير مسموع ، وسامح الله عرب المناطق الغربية الذين يثيرون الفتن ويشغلون الناس في متاهآت الأحقيات والحقوق المزعومة ، وهم لايدرون أو يدرون إنهم يتبعون كل ناعق مع علمهم ان ذلك فساد ومضيعة . كان الأولى لهم التسابق في العمل والبناء والإعمار والتنمية بدل التحشيد والحث الطائفي والنفخ بالبوق ، كان الأولى برجال دينهم النصح والهداية بدل التحفيز وبث روح الكراهية ، كان الأولى أن لا يشغلوا الحكومة في الترضيات والمصالحات الممله التافهه كان عليهم أن لا يهونوا العراق ولا يُهينوا كرامته و كيانه مما يُسهل تثليمه وبيعه رخيصاً ، كان الأجدر برجال الدين وشيوخ القبائل الإنتفاضة بوجه الفساد الإداري وليس بالإدعاء عن الحقوق المُدعاة ، كان عليهم معرفة ما يُراد للعراق من تشتت وفقدان هوية وإنتزاع كرامة ، إنه من المعيب على كل شهم ان يقف بوجه الحكومة من أجل تلبية مصالح خاصة أو للغير ، في هذه المرحلة لا خيار غير خيار الوطن والعمل والبناء والإنتاج وهو الخيار الذي يحق التنافس فيه بالبر والتقوى والعمل الجاد المثمر ، ولينزع عرب العراق روح الضحالة والتفكير البدائي الساذج ، وليلتفتوا إلى ماهو أهم ، هذه تذكرة فمن شاء تعلم ووعى إلى أهمية ذلك ، وليقف عرب الأنبار بوجه القاعدة ولفيف الإرهاب الزاحف ليقتلعهم من جذورهم وليزرع فيهم الحقد والكراهية ، عرب الأنبار أصلاء شجعان يهمه روح العراق لكي تبقى كبيرة وأملي أن لا نصبح فلا نجد العراق إلاّ وقد صار في خبر كان ، نعوذ بالله من ذلك اليوم ، فلنشد العزم ولننهي الفوضى ولنتكل على الله وعلى الشعب وعلى حب الوطن الواحد الغير مجزء ..
|