كم جريمة ابادة ارتكبت بحقك يا شعبنا وهم لا ينطقون

 

لا أريد ان أتحدث عما فعله النظام المباد وكيف دفن العراقيين وهم احياء، وكيف كان جلاوزته يضربون ويدوسون بأحذيتهم على رؤوس رجالا هم اعز وأكثر شرفا من جلاديهم، ولكن القدر وضعهم تحت رحمة صعاليك الزمان . لا أريد ان أتحدث عن المقابر الجماعية التي زرعت في أرض العراق الواسعة ليلا وفي وضح النهار، لا اريد أن أتحدث عن أولئك الذين يقضون كمدا في السجون والمعتقلات وفي الاقفاص مع الكلاب البوليسة، وفي خارجها كلاب بشرية تصوب البنادق وتستهزأ وتشتم وتطلق النار لأجل أن ينزف الدم وتثير شهية الكلاب في داخل القصف، كي تجهز على اكارم البشر رجالا ونساءنا، لا أريد ان اتحدث عن المصونات العفيفات اللائي يقاد رجالهن الى غياهب ودهاليز الموت، وفي عتمة الليل يأتي زائر وضيع بحجة التحقيق عله يرعبهن، ويدنس شرفهن، أو أن يبتز ما يستطيع ابتزازه، لا أريد أن اتحدث عن عشرات الآلاف من الأطفال الذين ولدوا من دون ان يبصروا وجوه ابائهم، أو امهاتهم، وآخرين مقربين منهم فارقوا الحياة من دون نظرة وداع، كل هذا سأترك تقديره للذين يتحثون بصلف عن الجرائم والأبادة وهم كانوا وما زالوا جزءا فاعلا فيها، ويعرفون أدق تفاصيلها أكثر مني ومنك ايها القارئ الكريم، لا أريد ان اتحدث عن كل هذا لأنهم ربما تناسوا ونسو موبقاتهم وما كانوا يفعلون، أو أنهم يحاولون أن يتبرأو من أدران الماضي غير المشرف لهم ولتأريخ العراق الذي سيظل مرقا رغم أنوفهم . ان ما أرغب بالحديث عنه جرائم أرتكبت بالأمس القريب وبعد سقوط من يقولون عنها دكتاتورية بغيضة، في اللسان ويروجون لها في الكواليس، ويحنون أليها بدواخل قلوبهم، نعم أريد أن اتحدث عن جرائم سنجار، وتلعفر، وطوزخورماتو، ومندلي، والمسيب، والصدرية، والكرادة وأبشعها جريمة عمارة الانباري حيث تطايرت أجساد الاطفال والنساء من الطوابق العليا في لمحة بصر ليستقروا أشلاءا ممزقة على ثرى بغداد من دون أن يعرفوا ماذا حصل، وأن نسيت فلن أنسى جرائم مدينة الصدر، والشعلة ، والصالحية، وحضانة وزارة العدل، ومستشفيات المحمودية، وأسواق الحلة، والنجف، والبصرة، والكوت، والبطحاء، والقائمة تطول وتطول، فلماذا لم يطلب اي منكم ادراج هذه الكوارث الجماعية التي تجاوز ضحيتها عشرات الآلاف تحت عنوان ( الأبادة الجماعية ) الذي تذرفون الدموع عليه دماءا زورا وبهتانا، والى متى تستمرون في غيكم ولا تعودون الى ضمائركم ؟؟؟ وأين مؤسسات الامم المتحدة التي تستنجدون بها من سجل الضحايا الطويل العريض هذا الذي تضحكون فرحا ملء شدقكم أذا ما سقط الشهداء بسببه . من الاولى بأدراجه في سجل الأبادة الجماعية من يحتضن الارهاب أم الذي يلقى ربه ضحية له ؟؟؟؟ سؤال اطرحه على المتباكين بكاء التماسيح على حادثة الحويجة المعروفة كل ملابساتها .