في ذكرى استشهاد محمد باقر الحكيم رجل ايمان.. محرر شعوب وصانع ثورات.. اكبر من قدره

 

وجود آية الله محمد باقر الحكيم، ضمن المعارضة العراقية المقيمة في الخارج، يشكل عبرة، لمن يريد تأمل ايقاع خطواته.. اصغاءً لها واستبصاراً

واستشهاده نزر من المعنى العظيم لاستشهاد جده ابي عبد الله الحسين في الطف عام 61 للهجرة؛ فكلاهما موعظة حسنة يقتدي بها الثائرون من عرب وغير وعرب ومسلمين وغير مسلمين.

فبعد انتفاضة آذار 1991 الشعبانية، بعث الطاغية المقبور صدام حسين، كلا من محمد حمزة الزبيدي وسعدون حمادي، وسطاء يتشفعون له، بين يدي آية الله الحكيم، عارضا عليه نصف الحكم.

ترى ماذا سيقول الفرزدق، لو رأى الطاغية الذي اقلق العالم، يتودد للشهيد الحكيم، وهو لا حول ماديا ولا قوة عضلية، بل هو اضعف رجالا على الصعيد المباشر، وإن تنافجوا بقوة الايمان على المستوى المستتر، الذي جعل استشهاديهما.. الحسين (ع) والحكيم (ق.س) انتصارا على عدو متجبر.

فيا لعظمة الرحمن جلت قدرته التي تفطر الماء الزلال من جوف الصخرة الصماء!

وفد عونا الظالم.. الزبيدي وحمادي، على الحكيم، يتوسلانه من اعلى الى ادنى قوة والعكس كرامة عند الله، ان يرضى بما يعرض عليه الطاغية، من مناصفة الحكم؛ فابى.

بالمقابل عرض الحكيم عليهما ان يقدم صدام استقالته من الحكم، فارضا شروطه، بالرغم من حجم العناء الذي يكابده المعارضون العراقيون، في اصقاع الارض من عنت الغربة وفاقتها.

فكم عظيم هذا الذي يطلب من صدام الذي اباد شعبا ومحى مدنا، في سبيل الحفاظ على دعائم الكرسي.. يفرض الحكيم شروطه على صدام بل يدعوه للتنحي عن راسة جمهورية العراق، وهو في اشد مضاضة الظرف مكابدة.

انه رجل ايمان.. محرر شعوب وصانع ثورات.. اكبر من قدره؛ فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.