هدوء يسبق العاصفة

 

أسبوع هادئ بكل تفاصيله وأحداثه مر علينا ، بعد أشهر من أزمات وتعقيدات وسيل من الدماء عاشها العراق مثلت في تصوري لعبة اصدق ما يقال عنها انها انتخابية استعراضية لفن المماطلة وكسب الأصوات بين الشركاء السياسيين من هذا الطرف او ذاك.
علينا ان لا نكون متفائلين ومستبشرين خيراً ، في الهدوء الذي قد يسبق العاصفة ، برجالات سياسة يعتمدون في أدارتهم لبلدهم على صنع الأزمة وتداولها وابتداع طرق للتسويف ، متناسين الوضع الخاص والمعقد والمتداخل للعراق ومقدمين مصالحهم ومكاسبهم السياسية عليه ، لذا وخلال تعايشنا للواقع السياسي منذ عشرة سنوات وحتى اليوم نقتنع ان من يريد إعادة الاستقرار والهدوء والأمن لبلدنا عليه ان يمسك عصا القيادة من الوسط وبقوة مشفوعة بمهارة المناورة السياسية ، لكن واقع الحال يظهر إن هذه الصفات نفتقدها في الكثير من رجالات الدولة الذين يعتمدون على الارتجالية في القرارات ويسلكون طرق التسرع مفتقدين للرؤية البعيدة ذات التحليل الاستراتيجي .
ولكي لا أكون متجني واضع اللوم والعتب على جهة دون أخرى ، أقول ان الجميع واقعون تحت المسؤولية التضامنية في إدارة البلدة وليس من حق احد القول انه خارج المسؤولية ، وهو ما زال لاعب مؤثر وقادر على وضع لمسه فاعلة في الوسط السياسي ، لان التهديد الحاضر لوحدة العراق وسيادته واستقرار شعبه قائماً ولم يبتعد عنه ، يضاف لها المؤامرات التي ترسم في غرف الظلام ضد نسيجه الاجتماعي وتريد بها تفكيك التعايش السلمي لمجتمعه من خلال زرع بذور شيطانية بين أوساطه ، وحتى لا ننسى ونحن ننعم بالهدوء الوقتي أولئك الذين اعتلوا منصات التظاهرات ونادوا بخطاباتهم لقتل الجيش وإعلان الإقليم والعصيان المدني وحمل السلاح بأنهم ما زالوا على ارض العراق يتحركون كخفافيش الظلام يهيئون لخطط بديلة وتحركات جديدة تعيد الوضع الى التوتر وعدم الاستقرار كون مخططهم مستمر وله مدى زمني بعيد ، لذا علينا ان لا نتوقع منهم تركه وخصوصاً ان العمل عليه يدر بالأموال والامتيازات بما يفوق الخيال خصوصاً اذا عرفنا انهم حققوا الشيء الكثير بعد وصولهم الى نقطة التذمر الشعبي وتحشيد الناس لأفكارهم .
أن الاستفادة من الدروس والتجارب القاسية التي مرت سمه من سمات الحكماء والاستفادة من المواقف والظروف حنكة سياسية بشرط عدم تهميش الاخر او محاولة ضربة لتحقيق نصر آني ، بل شرط النجاح هو اشراك الجميع وتطبيق الدستور وفرض هيبة القانون واستعادة دورة الذي فقده بعد ان حاولت السياسة تلويثه والبدء بتطبيق الأحكام والقرارات الصادرة بحق الجميع دون استثناء مما يكفل احترام هيبة الدولة .
كما ان إعادة الحقوق وإنصاف المظلومين واجب ديني واخلاقي وقانوني على الجميع الالتزام به والعمل على تطبيقه وأن لا يكون شعارات تردد على وسائل الإعلام وتفتقد التطبيق على ارض الواقع ، وان يحترم الشريك المؤمن بالعملية السياسية ولا يهمش او يركن وتحقق مبادئ الشراكة الوطنية والتعاون المشترك لتقديم الافضل للمواطن الذي اصبح الجزء المنسي في عملية التفاوض السياسي واصبح اخر من يدافع عنه في زمن اعتقدنا انه زمننا وان الخير مقبل علينا واننا مسكنا الإنصاف بيدينا وسنجد العدالة في حقوقنا .....
دعوتي لكل من يهمه الأمر ان ترجع بذاكرتك ما قبل 2003 وتتذكر كيف كنت وكنا وما تحلم بتحقيقه لبلدك وتتمنى عليه شعبك وهل انت راضٍ عن ما حققته ، سلاماً لشعب الصبر وبلد الحضارة والأنبياء وأمنياته ان نراه أمن مستقر ينعم بخيره .