هل تحكم الطائفة الشيعية العراق؟؟

 

كثيرا ما يدور الحديث في السنوات الاخيرة , بان العراق تحكمه الطائفة الشيعية بمفردها , وان القرار السياسي لتحديد مصير ومستقبل وهوية الوطن , بيدها دون مشاركة ومساهمة الطوائف الاخرى , وان الحكم الشيعي يتجه الى الاستبداد الطائفي , وكذلك بان الطائفة الشيعية تتجه الى ايران , بدلا من الدول العربية , وغيرها الكثير من الاحكام والتنظيرات والتحليلات والاقاويل. سوى كانت ابتعدت او اقتربت من الحقيقة , ولكن الشيء المهم الذي طفح فوق السطح , واحتل مكانا بارزا من الحقائق , بان الاحزب الشيعية خذلت واهملت الطائفة الشيعية , ولم تبرر انتمائها ووفاءها وعملها الذي يصب لصالح طائفتها , رغم ان هذه الاحزاب لم تنزع الثوب الطائفي عنها , وتتجه صوب الهوية العراقية , وينطبق عليها المثل العراقي ( ضيعت المشيتين ) , ولم تنجح في جمع الطوائف الاخرى على حكم البلاد بالتوافق السياسي , ومثال فشل حكومة الشراكة الوطنية , ولم تخدم طائفتها بالعمل والجهد المثابر الدؤوب , من اجل التطوير والتنمية بالعمران والبناء , وتحديث المدن الشيعية في سبيل الرفاه والرخاء والحياة الكريمة والعيش الكريم , وجلب الامان والاستقرار , حتى تبرر العلاقة وتعزز العلاقة والرابطة ومد جسور الثقة , فقد ظلت المحافظات الشيعية يلوكها الاهمال والنسيان , دون رعاية واهتمام ومساعدة في دعم احتياجاتهم وتلبية مطاليبهم , بتقديم افضل الخدمات الاساسية والضرورية , وتحديث الحياة العامة بكل مفاصيلها , ولم يذق المواطن الشيعي طعم الحياة الحرة الكريمة والعيش الكريم , ولم تزدهر المدن الشيعية بالحياة النابضة والزاهية والمتجددة بالتقدم والتطور , فظلت مدنها يسودها الحزن والسواد , ومصارعة هموم الحياة القاسية دون معين , , وظل المواطن الشيعي محروم ومظلوم كالسابق , ولم تحاول الاحزاب الشيعية ان تغيير هذه الصورة حالكة السواد , حتى يفتخر ويتباهى المواطن الشيعي بهذه الاحزاب التي تمثله وتنطق باسمه, وظلت المحافظات الشيعية أسوأ من المناطق الغربية , من حيث الاهمال والنسيان , واشتركت في حالها الكئيب مع المحافظات الاخرى , فقد انغمست الاحزاب الشيعية كشقيقاتها الاحزاب السنية بالركض واللهاث وراء المال والشهرة والنفوذ , وتركوا محافظاتهم للعواصف الترابية والرملية , لذ فان اطلاق صفة بان الشيعة يحكمون العراق , لا يبرره الواقع الفعلي , وفيه الكثير من التجني والتناقض والخلاف , ويبتعد عن الواقع كثيرا , وهذا يدل بشكل قاطع بان الطائفية لاتحمل في طياتها وسائل الحل , بل تقود البلاد الى زرع الشقاق والفتنة والفرقة والخصام والتخندق وضياع الوطن , وخراب وحدته الوطنية , ان الذين بيدهم مقاليد الحكم ويدعون بانهم يمثلون الطائفة الشيعية , وهي براء منهم ومن افعالهم وفضائحهم وفسادهم وسياساتهم المنافقة , وانهم شهودا زورا وبهتانا , لا يهمهم سوى اشباع شهوتهم من المال والشهرة , وتركوا البلاد تغوص بالمشاكل التي لاتعد ولاتحصى , فان التشدق والتشبث بالطائفية , هو زيف ودجل وضحك على مشاعر وعواطف البسطاء , وان هذه الاحزاب الطائفية قطعت صلتها بالواقع المرير , وفقدت الثقة بالمواطن , فعليها الكف عن اللعب بهذه اللعبة الخطيرة والمدمرة , وان تدرك ان مصير كل الطوائف ومكونات الشعب هو المصير المشترك , بالتاخي والوئام والسلام والتعايش , ولا يمكن للعراق ان يتطور ويتقدم , إلا بتعزيز اواصر العلاقة وتعزيز النسيج الوطني والاجتماعي . اما من يريد ان يلحق الاذى والخراب والدمار بالعراق , ان يزرع الفتنة والنعرات الطائفية والمزايدات المنافقة بالشعارات الدينية , واستغلال عواطف ومشاعر البسطاء . ومن الواجب والمسؤولية العمل على ابعاد الكارثة التي تحيط بالبلاد التي وتقوده الى الهلاك , وعلى كل الطوائف ان ترفع سارية الوطن وتتجه بدون لف ودوران الى هوية الوطن.