وهنا وددت أن اُسجّل بقلمي قصة عصفور نبي الله إبراهيم (عليه السلام) التي لا أظن أن الكثيرين قد سمعوها ، والتي يمكن أن يكون أثرها وقيمتها الروحية أكبر وأكثر تأثيراً من قيمتها الأدبية .
عندما غضب قوم نبي الله إبراهيم عليه لتسفيهه آلهتهم ونكرانه موالاتهم في عباداتهم ، قاموا بإشعال نار عظيمة وصفها رب العزّة في كتابه ليُعاقبوه على جحوده وإيمانه بربه الواحد الأحد كما وصفوه ، ورموه فيها ليكون عبرة لكل من يمكن ان يعتبر .
وكل مامضى من القصة معروف للجميع ، لكن أثناء والنار مشتعلة بإبراهيم (عليه السلام) ، كان هناك عصفور صغير هَلَعَ لروع المنظر ، فأخذته العزّة أن يُحرق نبي الله أمامه وهو ساكن في عشّه لايفعل شيئ ، فطار لنهرٍ قريب وملئ فمه بالماء ورشّ النار بماء فمه محاولاً إطفاء هذه النار .
وفي الطريق قابله جبرائيل المُكلف من رب العزّة بحماية النبي وسأله ، ماذا تفعل أيها العصفور ؟؟
فأجابه اُطفئ النار التي تحرق نبي الله إبراهيم .
فسأله من جديد ، وهل تعتقد أن قطرات الماء التي تحملها بفمك كافية لإطفاء مثل هذه النار العظيمة ؟؟
فأجابه قطعاً كلّا . . . لكن واجبي الأخلاقي والشرعي يدفعني لوجوب المشاركة ولو بهذه القطرات القليلة في محاولة إطفاء النار ، لأن عدم مشاركتي وغيري في إطفائها يعني إستسلامنا وقبولنا بواقعة موت نبي الله إبراهيم ، لذلك وجب على الجميع المشاركة في إطفاء النار وكل حسب مقدرته وإمكاناته ، وأن لا تكون صغر الإمكانات حائل دون المشاركة .
وهنا إنتهت القصة .
وأظن أن جميع من قرأها قد فهم مااُريد أن أصل اليه من خلال هذه القصة .
فعلينا جميعاً أن نُشارك في إطفاء نار الفتنة التي تعصف بالوطن اليوم ، وكل حسب إختصاصه ورؤيته ونهجه ، وأن لا يمنعنا منها صغر او قلّة إمكاناتنا ، لأن المشاركة واجب إنساني وأخلاقي وشرعي على الجميع .
والله من وراء القصد .