منذ عشرات السنین والمناطق الجبلیة المحاذیة لترکیا من ارض کوردستان العراق قد اصبحت ساحة مفتوحة للجیش الترکي برا و جوا، تارة بالاتفاق مع بغداد، کما کان في عهد النظام المقبور(حامي الوطن العربي) لملاحقة المتمردین من اتراک الجبال(کما کانت انقرة تسمي الکورد سابقا) وتارة اخری لحمایة الترکمان من سلطة العشائر الکوردیة( کما کان الترک یسمون حکومة اقلیم کوردستان سابقا) في ولایة الموصل التي تشمل الموصل واربیل و کرکوک ( التابعة لترکیا حسب المعتقد الترکي) .
ففي العهد البائد سمحت بغداد للجیش الترکي باجتیاز الحدود بعمق عشرین کیلومتر ، وفي العهد الحالي تم ابرام اتفاقیات امنیة سریة بین انقرة و بغداد دون علم الاقلیم بمحتواها ، ومعلوم للجمیع بان هذه الخطوات کلها کانت تهدف ضرب الحرکة التحرریة الکوردستانیة والحد من تأثیر القضیة الکوردیة عالمیا. علما بان جلها کانت بمبارکة ایرانیة و مشارکة سوریة ایضا. الا ان ارادة الشعب الکوردي کانت اقوی من المؤامرات وحرکته التحرریة ادهی من الاعداء ، فشقت طریقها الی الامام واثبتت للعالم مرة اخری بان الکورد امة واحدة ذات قضیة عادلة ولا بد من حلها والا لما استقر الامن والامان في المنطقة والعالم ، وها یعي العالم بهذه الحقیقة ولو بعد عقود!!
ولنعد الی المناطق الجبلیة من کوردستان العراق. لم یکن بمقدور اي من الحکومات العراقیة اوالترکیة یوما السیطرة علی هذه المناطق لوعورتها اولا ومن ثم تواجد مقرات المقاتلین الکورد فیها علی مر العصور. ورغم ذلک استمر الجیش الترکي شن الهجمات البریة علیها مرارا و تکرارا وبائت بالفشل الذریع دوما، وواصلت قصفها لهذه المناطق بالمدافع والطائرات الحربیة دوما ودمرت بذلک عشرات القری علی الجانب العراقي واحرقت مئات البساتین فیها بل طالت هجماتهم ارواح القرووین المزارعین الابریاء ایضا. ومن جانب آخر استغل حکام انقرة الخلافات الداخلیة في اقلیم کوردستان فارسلت قطعاتها العسکریة والامنیة لتستقر في معسکرات علنیة في مطار بامرنی وفي العمادیة وعدد من المواقع الاخری في منطقة برواری بالا معززة بدبابات و مدافع ثقیلة واجهزة مراقبة و تجسس.
فالیوم وبعد اجبار انقرة لایجاد حل للقضیة الکوردیة في ترکیا قرر حزب العمال الکوردستاني سحب مقاتلیه الی الخطوط الخلفیة في ذلک المناطق الوعرة اصحت حکومة بغداد من نومها العمیق لتعلن رفضها ونیتها لتقدیم الشکوی لدی الامم المتحدة من جهة و تحمل اقلیم کوردستان و تهدد من جهة اخری!!
فیا تری لماذا سکتت بغداد مقابل اجتیاز الجیش الترکي لحدودها کل هذه السنوات ؟ واین کانت الحکومة العراقیة عندما اغارت الطائرات الحربیة الترکیة القری الآمنة في کوردستان العراق وقتلت العدید من ابنائها؟ ثم الیس الدبابات والمدافع الثقیلة والمعسکرات العلنیة الترکیة اخطر من تواجد مقاتلي حزب العمال الکوردستاني في المناطق الجبلیة الوعرة؟؟ ام ان بغداد وعت من خطة انقرة لاستعادة مجد الباب العالي ومحاولة اردوغان لیصبح امبراطور الدولة العثمانیة بحدودها القدیمة؟
ولکي لا یخلط الاوراق فلا مجیئ مقاتلي حزب العمال الکوردستاني ولا تواجد المعسکرات الترکیة فێ المنطقة کان بعلم ومشورة اهالي المنطقة. وان الکورد اعترضوا علی التواجد الترکي في کوردستان باقامة المظاهرات وجمع مئات الالوف من التواقیع ولکن جمیعها لم تلق اذان صاغیة لا من حکومة الاقلیم ولامن الحکومة العراقیة ولا من الامم المتحدة.
|