صرح السيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة السيد حسين الشهرستاني في العام الماضي ما معناه :بأن المستوى الخدمي للطاقة الكهربائية سيتحسن في أعقاب سنة 2013 بزيادة و وفرة ملحوظة وملموسة وبطفرة جبارة ، إلى درجة بأنه ليس فقط سيكتفي العراق
بهذه الزيادة و الوفرة الطافرة و الظافرة حتى التخمة و الدسمة وهو يطوف شعاعا وهّاجا فوق بحار من النور و عين الحور ، طبعا فرحة و سعادة ... و أنما ستجري عملية تصدير الفائض منه إلى الدول المجاورة !!...
و على الرغم من أن تصريحا من هذا القبيل قد قوبل من قبل الشارع العراقي باستهجان و تهكم على أنه ضرب من نكتة بائسة قد تصلح لإثارة الأسى و البكاء بدلا من ضحك بهيج ، أكثر من أخذها بجدية أو اهتمام من قبل الشارع العراقي ، لكون مسئولي هذا البلد ـــ الذي يبدو كسفينة جانحة و تائهة بلا قبطان ـــ قد عوّدوا المواطن على أكاذيبهم السافرة ووعودهم الزائفة المعتادة و المتكررة على طول الخط ، بحيث يجد المواطن صعوبة بالغة في تصديقهم حتى ولو قالوا بأن الشمس تشرق شرقا و تغرب غربا ..
و هو الأمر الذي لا يوجد فيه ، أي شيء جديد يستحق الكتابة على هذا الصعيد في حقيقة الأمر ، لكثرة ما صُرح و كُتب في هذا الشأن..
لو ......................
نقول لو لم نلاحظ ازدياد عدد ساعات الانقطاع الكهربائي بشكل متزايد في هذه الأيام ، و بساعات طويلة ، و أكثر بكثير مما هي عليها قبل انتخابات مجالس المحافظات ــ و فوق ذلك ــ لفترة طويلة مسببة من خلا ل ذلك ، ازعاجا و سخطا دائمين عند المواطنين ، و توترا في أعصابهم ، بسبب الحرارة المبكرة و كثرة البعوض الشرسة و الناهشة في أجسادهم و شريان دماءهم ، ليستحيل ليلهم إلى جحيم متواصل حتى الصباح ، طبعا ، إضافة إلى إفساد أماسيهم أثناء مشاهدة الأخبار أو المسلسلات في الفضائيات.بحكم الانقطاع المباغت و المزعج و التي ـأي الفضائيات ـــ و ضمن الوضع العراقي الخاص و الاستثنائي الحالي ــــ تُعد الوسيلة الوحيدة للترفيه و التسلية عند العراقيين لانعدام وسائل التسلية الأخرى كالسينما و المسرح الشحيحة شبه الغائبتين .
و هذا يعني بأنه ليس فقط لم يتحسن وضع الخدمات الكهربائية في العراق ـــ مثلما وعد السيد الشهرستاني ــ بعد كل هذه السنين الطويلة وتصريحات سلسلة المسئولين والوزراء" الكهربائيين العديدين " و المكهربين " دوما بوعود زائفة و مضللة كثيرة ، زائدا إنفاق عشرات مليارات من دولارات ، ـ و التي تتراوح ما بين أربعين و خمسـين مليار دولار ـــ و التي ضاعت لصوصية و نهبا مفرهدا تارة و هباء و هدرا تارة أخرى ، و أنما انخفض مستواها السابق و البائس إلى حد مزعج جدا ، في حين أن المواطنين يجدون أنفسهم الآن أمام صيف قائظ مبكر و طويل وملتهب فظيع ، و الذين لا حول لهم ولا قوة ...
إلا الغضب العقيم و السخط السقيم ..
و هنا و ضمن هذا السياق و الوضع المزري ، نود أن نسأل أولئك الذين صوتوا لهذه الكتلة أو تلك :
ـــ بماذا استحقت هذه الكتل الفوز النسبي في انتخابات مجالس المحافظات لكي تصوتوا لها بهذه الكثرة و الحماس ؟ّ .. أليس بعض الذين أعيد انتخابهم مجددا هم أنفسهم الذين تركوا بغداد تزداد خرابا فوق خراب لتغوص بين تلال نفايات و زبالات ؟! ..
و أخيرا متى سيتم استدعاء وزير الكهرباء لتجري عملية استجوابه في مجلس النواب ومن ثم سحب الثقة منه لفشله الذريع و الصارخ المريع ؟!..
من بغداد : عاصمة الخرائب والمصائب
|