يقول أينشتاين (يوجد شخصان فقط يستطيعوا أن يقولوا لك الحقيقة , عدوٌ فقد أعصابه .. وصديق يحبك بعمق ) .. مصيبتنا , أننا فقدنا الأصدقاء ودفعنا الكثيرين إلى خندق الأعداء , عندها أختلطت الأوراق وأضعنا الحقيقة , بعضنا يعرفها جيداً , أن من فقد أعصابه أشار إليها ضمناً , فلماذا لم نسمع شيء يخص البعثيين في ساحات الأعتصام ؟ و من يؤشر من , الأصدقاء ,على وجود خلل هنا أو ظلامة هناك يُشار له بأصابع الأتهام لأن البعض آمن بنفسهِ حد القداسة , فلم يبالي بطمس الواقع وتجهيل الناس ورفض التعاطي مع الحقيقة ! حزب البعث المنحل , لا يحتاج إلى تجريم أو قانون جديد يمنع عودته , هناك تشريع بهذا الموضوع وهيئة مختصة يُفترض أن تتمتع بأقصى درجات المهنية والحياد لضمان عدم تسلقهم أو عودة أي فكر مرتبط أو مشابه للبعث , المشكلة تكمن في أجهزة التنفيذ .. بوابة المصالحة الوطنية لم تترك أزلام النظام البائد حائرون , تلك البوابة التي صار مفتاحها (أستثناء الرئيس ) , أسماءهم ومواقعهم , السابقة والحالية , معروفة وبالقرائن المثّبتة .. الغريب أنهم جميعاً اصبحوا أزلاماً للنظامين , لكنّ حجم التكريم لهم في عراقنا الجديد فاق طموحاتهم ! .. أذن , لماذا هذه الضجة حول قانون التجريم المزمع تقديمه وقراءته في البرلمان ؟ وهل سيشمل أعضاء مكتب القائد العام وقياديي كتلته أمثال (الشيخان سلام وعبود )؟ وهل من ثبُت جرمه دستورياً وسُنت القوانين لمنعهِ أو عقاب جزاريه يستحق كل هذا الأهتمام ؟.. هناك أجوبة وافية لكل هذه التساؤلات , لكنها لا تجدي نفعاً عندما تواجه بمبررات كاذبة . لعبة ذكية لإخفاء حجم الوجود البعثي الكبير في دوائر الدولة , قد تكتشف كل الحقيقة لو أشترط مجلس النواب أضافة فقرة تقضي بتجريم من أعاد البعث إلى الريادة بعد أن أعلن أعضاءه المستثنون فروض الطاعة والولاء تحت شعار (الدعوة تجبُّ ما قبلها ) .
|