بغدهار

 

نحن القلة من المواطنين العراقيين اللامنتمين الى طوائف القتل والموت بحاجة الى تغيير الأسماء القديمة التي كنا نتداولها في السابق مثل جمهورية العراق وعاصمتها بغداد مدينة السلام

هذه الأسماء القديمة أمتزجت برائحة البارود وتلونت بلون الدم وسادها الغش والفساد والتناقض بين إسلاميين حاكمين ويمارسون القتل والتفجير والتهجير وكل ماهو محرم في الدساتير الدينية مارسه هؤلاء الساسة الذين أبتليّ فيهم العراق

هذه المعطيات دفعتني الى تسمية جمهورية العراق بجمهورية العراق الطاشماطاشية إقتداءً بالمسلسل الكوميدي الناجح طاش ماطاش والذي تقوم فكرته على دراسة وتشخيص التناقضات داخل المجتمعات الخليجية وطرحها بإسلوب كوميدي ساخر

حكومتنا الحالية شارفت على الإنتهاء وهي من دون وزارات أمنية في بلد يعد من أكثر البلدان التي تتعرض الى خروقات أمنية ! إضافة الى قراراتها الطائشة والمتناقضة التي نشاهدها يوميا حتى وصل بها الأمر الى إتخاذ قرارات في يوم واحد ونفيها في نفس اليوم ! 
لم يمر على إطلاق تسميتي للعراق بهذا الإسم فترة كبيرة حتى جاءت الهجمة الوحشية على محلات بيع الخمور في بغداد وياليت هذه الهجمة كانت مسبوقة بإنذارات صادرة من جهات محددة تتبنى علناً حرمة بيع الخمور في العراق حتى يكون الباعة على علم بتلك الحرمات التي تطلقها هذه الجهات

أنا على يقين قاطع بأن هؤلاء القتلة الذين قاموا بقتل باعة الخمور هم من شاربي الخمر الى حد الثمالة وقد قاموا بفعلتهم الجبانة لأنهم يعملون لصالح جهات رسمية تعمل على أظلمة بغداد وتعمل على إطفاء كل شمعة يتم أيقادها في العراق

لاأستطيع أن أنكر تلك الفرحة التي غمرتني وأنا أتجول في شارع السعدون وأشاهد بعض محلات الخمور تقدم الى زبائنها مايطلبون بطريقة علنية ومن دون أية مضايقات وكان هذا المشهد قد عاد لي الأمل في رؤية عراق ديمقراطي ولكن دعاة الأظلمة كانوا يعدون العدة لقتل هذا الأمل وهاهم اليوم قد نفذوا مخططاتهم الخبيثة

إذاً مالذي بقيّ في بغداد حتى نتمسك بإسمها السابق ؟ مالذي يفرق عصابات طالبان عن عصابات العراق ؟ هل هنالك منظرا جميلا في بغداد ؟ منذ سقوط النظام الوحشي في 2003 وبغداد تتعرض الى عمليات وحشية يقوم بها أناس لايعرفون معنى الحياة ولايروق لهم رؤية أي مشهد فيه شيء أسمه جمال أو فن أو حرية ولم يبق الا تمثال الحرية وسوف يأت اليوم الذي يتسللون اليه ويحطموه ولولا أبعاده المرتفعة لحطموه منذ زمن بعيد ! 
لقد حطموا لوحات الجمال في معهد الفنون الجميلة وأزاحوا كل التماثيل وآخرها إجتثاث شفيق المهدي لواقعة الفنانة التي إرتدت ملابس بلون الجسد !

من هذه الدلائل يتطلب علينا تسمية بغداد ب بغدهار على غرار قندهار التي يوما بعد يوم تصبح بمثابة " 7 نجوم " بالنسبة الى بغداد .