مرة أخرى ويوم دام جديد لايختلف عما سبق من الايام السود سوى في أمكنة الضرب والاستهداف ,وكميات الارواح التي كانت على موعد مع السماء ,ولانعرف مع أي عاجل دموي على شاشات التلفاز سيكون الضحية الجديد في قادم الايام القانية الحمره,وكأنما صنع الموت في العراق وحصرا للعراقيين والحمدلله الذي جعل البلاد قلعة للارامل والايتام والثكالى ,والحمد حمدا كثيرا الذي وضع نفطه وخيره بين أيدي أمينة في شفطها ومصمصتها ,وللمغلوب على أمرهم وحالهم قصور رملية في مملكة المقابر والاموات . لا اتكلم شعرا او انطق أدبا بل أنزف هضما وهما على مايجري في عراق الابتلاء والبلوى ,لماذا وكيف ومتى سننتهي من تراجيديا الاشلاء والفاجعة ؟سؤال بات جوابه في فضاء الغيب واللوح المحفوظ,و لكن ليس على الفاشلين جواب و حرج ولا على الخائنين حرج ولا الأمنين حرج ,موت في الجملة يقابلها استنكار في الجملة , وهذا هو حال مساء أمس الذي ما انفك ظلامه حتى اقصى معه عشرات الارواح من الابرياء الذين لاذنب لهم سوى أن الاقدار وضعتهم في مرمى النيران وأرض العراق, في أرض المهاترات والصراعات الحزبية الغاطسة في هم الوصول الى الكرسي والبساط الأحمر ,فان فقدت مقعد كان عزاء ومصيبة ,وأن تقطعت اجساد شعبها في مثرامة التكفير,يعرب ويفسر حدث عابر وللديمقراطية لابد من قرابين يسقون شجرتها بدم أسمر , الأيكفي خداعا وتضليل لشعب رزح تحت مقصلة الموت اكثر من ثلاثين عاما ,عن أي دولة ومؤسسة نتكلم ,عن أي منظومة أمنية نتحدث ,عن اي واقع سياسي نتمنطق ,أين العدة والعد,أين العيون الساهرة ,أين الجهد الاستخباراتي . كفى نتعامل مع الأزمات والفشل بطريقة الشاه والذئب ,فلا الخراف تفنى و لا الذئب يموت ,ماحدث بالأمس من انفجارات زلزلت ارواح بغداد والحاقا بالاحداث الماضية ,قد اثبت أن المؤسسة الحكومية في طور الاحتضار وشلل عضال في البنى التحتية للمؤسسة العراقية , ويجب الالتفات والمراجعة في قلب الارض السياسية وزرعها مجددا ’ فالارهاب قد أدلى دلوه وقال بفم ممتلئ ومتمكن مايريد قوله ,أنه يمسك الارض والتوقيت والزمان والمكان ,ونحن نغرد بعيدا عن سرب الحلول ,بل أن الامر اقسى وأمر من ذلك ,أن نحارب الارهاب وبارود تكفيرهم بكاشفات رغوة الزاهي والقاصر وحبوب البارسيتول ,والكارثة تطول والحديث ذو شجون وأرواح . أفعلوها أيها المسؤولون وضعوا ذمتكم في قرار سيحفظه شرف التأريخ لكم ,فأما تجهروا بالجهات التي تقف وراء ذلك وأما ان تقدمو استقالتكم أكراما لشعبكم . |