خـروف الشعـب وعنز الحكومة

 

يقال إن عنزاً وخروفا تسابقا، حتى اذا وصلا الى ساقية، قفز الخروف قبل العنز، فارتفعت (ليّته) كاشفةً عن مؤخرته، واذا بالعنز يملأ البر صراخا هازئا من الموقف؛ ولم يبق احدا لم يرو له كيف ظهرت مؤخرة الخروف؛ ولما عيل صبر الخروف قال له (صاحبي.. جبت عمرك كله ومؤخرتك مكشوفة؛ ولم اضحك عليك أو اشهّر بك؛ وانا مرة واحدة فقط، وجعلتني حديث المراعي والرعيان؟!!) • المثل الذي سقته ينطبق تماما على موقف الثقافة والحكومة، فمرة واحدة أظهرت ممثلة أجنبية عورتها على المسرح الوطني (وبالمناسبة لم تكن عورة وطنية؛ لكي لا يسلم الشريف من..) وإذا بالحكومة تجعلها موضع تشهير بالقيمين على المسرح، وتحيل بعضهم إلى التحقيق!! في حين، منذ عشر سنوات ومؤخرات وعورات الحكومة مكشوفة وعلى الفضائيات المحلية والعربية والعالمية مظهرة فساد الطبقات الحاكمة وسرقتها الشعب عيني عينك، من حصة تموينية إلى وظائف إلى..... ولم تجرؤ خرفان الشعب على الحديث. • حادثة المسرح الوطني الأخيرة كانت معيارا لكشف الكثير من الادعاءات؛ وكأنّ الممثلة الألمانية المتهمة بكشف عورتها، لم تكشف عورتها فقط وانما كشفت عورات ثقافتنا كلها؛ ثقافتنا التي حدد معاييرها ولاة الأمر؛ ولم تحددها ثقافة (الوعي) العراقي المشهود لها بالتفهم والواقعية ووضع الأمور بنصابها الحقيقي بعيدا عن التأويل؛وما كان لهذه الحادث ان يسترعي انتباه أي احد لولا تسليط الضوء عليه من قبل المسؤولين أنفسهم ومن أدعياء العفة. • حين تجادل (اولي الأمر) الثقافي تكتشف ما معناه (ان شفيق المهدي ينطبق عليه المثل الشعبي الذي يقول: مكروهه وجابت بنت) وهو مثل شعبي عن الكنّة التي لم يستهضمها أهل ابنهم؛ ويبحثون عن أي حجة للبطش بها، وجاءتهم الحجة على طبق من ذهب حيث كان مولودها البكر فتاة!! اما في حالة المهدي فكانت: تعري الممثلة الألمانية!! تقول لهم (معودين ماكو عري، فيجيبوك: ما علينا !!) من دون أن يعرفوا أنهم بهذه الفعلة (الفعلاء) قد قدّموا المدير العام السابق على انه (شهيد الثقافة القاصرة) وبما أننا لا نعرف شيئا عن ملفاته التي يتحدثون عنها -الآن- والتي هي قطعا دون ملف أجهزة كشف الأسلحة ودون ملف صفقة السلاح الروسي، وملف التعذيب في السجون السرية والعلنية؛ لكن النهج أصبح هكذا وصار الديدن العام؛ وتطبيقا له خذوا الحكومة مثلا؛ فكلما توفر لديها ملف ما، كأن يكون قضية فساد..رشوة..تبذير للمال العام، وصعودا الى العبوات والأحزمة الناسفة فالكواتم، ركنته على جانب، وكتبت على اضبارته: تحت اليد.. بانتظار ان يحين الحين؛ ليصبح فيما بعد ديدن كل السياسيين ورؤساء الكتل والأحزاب وأصحاب الكافتيريات والمطاعم الشعبية وباعة الفلافل؛ فهؤلاء ايضا لديهم ملفات بديون الطاولي والدومينو ونفرات التكة والكباب!! بحيث تحولت حياتنا من بحث عن الاستقرار والأمان إلى (ركضة طويريج) الملفات!!. * ويبقى العنز هو سيد العفة وباتفاق جميع الكتل!!