المرجعيه السياسيه للتركمان

 

تجد فى كل الاحزاب السياسيه والقوميه والليبراليه..هناك مرجعيات يمكن ان يلجأ اليها جماهيرها حال تعرضه للازمات والعقبات والاضطهاد بغيه تحديد مسار عملها بشكل صحيح ومتقن للتخلص من اثار تلك الازمات ومسبباتها او الحد من تاثيرها.وفى العاده تكون المرجعيات السياسيه او الثقافيه لاية حزب او مكون من نخبه وافراد صاحب خبره ورؤيه مستقبليه على نطاق الحزب بعد ان تمكن من كسب ثقة واعتماد حزبه حسب المبادىء والقوانين المتفقه عليه سلفا ,اما على نطاق الامه او القوميه لعدم وجود تنظيم خاص او عدم الاجماع الامه الواحده على شخص واحد باية سبب كان يختلف الامور بعدة او قبله, وهذا لايعنى خلو تلك القوميات من ابطال وافراد ذا صفات قوميه و اصبح زعيم سياسي احتمع الامه تحت رايته او زعامته , وقاد امته الى بر الامان وفى حياة كل شعوب على مر التاريخ يشهد بروز مرجعيات من هذا النوع وفى المستقبل يتكرر ظهورها ايضا.اما وضع التركمان الحالى فى العراق يظهر جليا خلو الساحه السياسيه من مرجعيات يكسب ثقة واعتماد كافة الجماهير التركمانيه . ولعدم وضوح الاهداف العامه والخاصه ومسارات العمل الجماعى والخطوط الاستراتجيه للعبور من الازمات والعقبات السياسيه والثقافيه ادت الى تهميش واقصاء التركمان من مواقع القرار السياسي فى العراق,وعلى العكس القوميات والمجتمعات الاخرى المتقدمه والمتحضره بسبب احترام واهتمام الجماهير مرجعياتها السياسيه والثقافيه وتأيدهم ماديا ومعنويا ساهمت بشكل كبير على نهوض وبناء تلك الامم.وينبغى الاذعان ان التركمان باحزابها ومكوناته الكثيره منقسمه على ذاته بحيث كل يعمل على شاكلته دون ادنى تنسيق او تفاهم او الحوار ناهيك عن المشاحنات والارتباك فى العمل والاسلوب والفكر وانه بادره غير سليمه ومحمود العواقب . والحقيقه الحاله التى تثير الحسره والالم فينا هو ان اغلب الشخصيات السياسيه التركمانيه المنتقاه للعمل السياسي من بيئه خاليه من خبره ميدانيه واستراتيجيه وبالتالى لا يمكن ان نتوقع منهم خدمات مؤثره او ادارة الازمات فى الوجه الصحيح وهذا لا يعنى الاقتناص من شخصيتهم او رشقهم بمئات المقالات لادانتهم او التقليل من شانهم وتعرية سلوكهم, وكذالك نصيب المرجعيات الثقافيه لا تقل اهمية من تخبط سابقتها كونها ساهمت بشكل وباخر فى تعميق وترسيخ الازمه للتركمان. والسؤال الذى يطرح نفسه فى ظل مزيد من التنكيل والتخبط والتفرقه ما العمل اذا؟