لا جزمة المحافظ دفعت ولا قندرة عالية نفعت

 

( دفعة بله ) وفي اي من معانيها فانها تعني القبول بأقل الخسائر , حكمة العراقيون البسطاء عند وقوع حادث او بلاء مفاجىء , تستخدم بعد وقوع خسائر بسيطة كسقوط يؤدي الى كسرصحن طعام , او كلاص ماء او حتى قوري شاي ابو الهيل , غير مشمول بها نقص الحصة التموينية او تصدع الشوارع او انسداد تام في حركة المجاري , ذلك في قديم الزمان القريب , أما الآن وفي ظل الديمقراطية وعراق ما بعد السيول والفيضانات وامطار بلا مجاري تصريف , فلقد أصبحت فاتورة البله باهضة الثمن , فدفع البلاء في سيول شرق محافظة واسط وليس شرق المتوسط , كلفت المواطنين عشرات من الدور المهدمة ومئات العوائل في عراء المساعدات , وآلاف الدوانم من الاراضي الزراعية التي اغرقتها السيول وانواع مختلفة من المحاصيل التي اصيبت بالاختناق من تخمة المياه , ومهرجان كبير من حافلات المساعدات وقنوات تلفازية لأحزاب مجهولة التمويل , ونداءات استعداد المساعدة من جيبوتي والصومال ومدغشقر وجزر القمر وفيجي لضحايا سيول بلد الثلاثة مليون برميل نفط يوميا وثلاثمائة وخمسة وعشرون نائم ونايبه رباعيو السحب , سيول مزجت سقوف الطين بلعب الاطفال البسيطة مع محصول الصيف وجدران الخيمة , مسكينة محافظة واسط ليس لمحافظها تجربة او خبرة او جزمة , يصد بها انجرافات الموج الهادر وانحرافاته , كما لمحافظ بغداد الذي تبختر بجزمته مبتسما امام الفضائيات كما هو الطفل ينتظر الصباح , متوعدا رفاقه ببنطلون العيد , شكرا وامتنانا للحاج جلود الذي انعم على محافظنا بجزمة طوفان بغداد , دفعت البلاء عن شارع الرشيد والسعدون والكرادة والمنصور والكمالية والفضيلية والجزء الاوسط من سبع قصور شمال خط البشرية , ومنطقة الشالجية التي تسنتر فيها المحافظ , المحاطة بها شبكة عنكبوتية من خلايا الطاقة لتوفير الكهرباء خمسة وعشرين ساعة باليوم تدفع بلاء انقطاع التيار الكهربائي لتحافظ على نظارة جزمة المحافظ المصون في ظروف مناخية لا تعكر مزاجها , ونحن كمواطنين برمائيين لعراق الستوتة نلوذ بصانعي الجزمات في عصر الجمهورية العراقية الثانية , أن امنح مولانا المحافظ جزمة الانتخاب القادمة , بعد ورود الاخبار عن اصراره معاودة النجربة المحافظية مرة اخرى وانباء عن ارتفاع في منسوب نهر دجلة العظيم , العراقيون منعمون محظوظون , فمن جزمة المحافظ الى سكاربيل عالية نصيف تتحدد مسافة مستقبلهم المجهول , مطوفا تارة ومحلقا كما سكاربيل نصيف الذي حلق في قمة مجلس النواب العراقي تارة اخرى , لعله يساهم كما جزمة المحافظ في تثبيت مسار المجاري السياسية التي عجز الحوار والشفافية عن تحديد هويتها وتثبيت مسارها , فعسى ان تحدد القنادر مسارها الجديد , فمنذ نشوء العملية السياسية العراقية الجديدة بعد 2003 وهي تشهد عراكا سياسيا برلمائيا حادا , ارتقى وبسرعة كبيرة من تراشق الى تلاكم تمهيدا لملحمة السكاربيل المشهودة , ليحطم العراق رقما قياسيا في قذف القنادر بعد ارقام التزوير والبطالة والفقر والمرض والسيول والقادم اخطر.