وعند المساء تنفجر المفخخات

 

ارتأت المجاميع الإرهابية تغيير توقيتاتها في إشاعة الموت والقتل والخطف والاستهداف والهجوم على خلاف ما كانت عليه في الفترة السابقة لتعطي درسا مجانيا للأجهزة الأمنية والاستخبارية في تنوع الخطط والاستراتيجيات وعدم جمودها او تمسكها بمنهج معين لان الالية السابقة المتبعة من قبل المجاميع الارهابية للقيام بجرائمها كانت تركز على فترة الصباح الباكر اما الالية الجديدة فتركز على إشاعة الموت وتمزيق الأشلاء وحرق الجثث عند المساء وتحديدا في الأسواق والمساجد والحسينيات ويبدوا ان هذا التغيير قد حقق الأهداف المطلوبة في كثرة عدد الضحايا والقدرة على الوصول الى الأهداف وزيادة الاحتقان الطائفي والشعبي. المنهج الجديد المتبع من قبل المجاميع الإرهابية لا يختلف كثيرا عن منهج الوزغ ابن الوزغ مروان بن الحكم الذي وقف في معركة الجمل يرمي سهما على جيش عائشة وسهما على جيش الإمام علي (ع) ويقول أين ما أصاب فتح وهذا هو بالضبط منهج أحفاد معوية ويزيد من مجرمي القاعدة وأيتام البعث ألصدامي فهم يفجرون مسجدا سنيا ليدمروا بعدها حسينية شيعية ويقتلوا ضابطا سنيا ومثله شيعيا وبعد جريمة القتل يتهموا هذا الطرف وذاك بهذه الجرائم ليقف من ورائهم عدد من النواب ورجال الدين المسيسين ممن استلم ثمن مواقفه بملايين الدولارات من دويلات الخليج ليصب الزيت على النار من اجل تاجيج الصراع الطائفي ومن ثم السعي لتقسيم العراق وهذا المخطط يصب في خانة الكيان الإسرائيلي وبعض دول الجوار خاصة تلك التي تختلف مع أكثرية أبناء الشعب العراقي والتي ترى في التقسيم فرصة للاستئساد والتكبر. ان المساء أصبح كابوسا ثقيلا على أبناء الشعب العراقي خاصة في بغداد وعدد من المحافظات المختلطة لان المساء يحمل في ثنايا ظلمته الموت المغلف بالحقد والضغينة ينشره على جدران الأسواق والمحلات وعلى أبواب الجوامع والحسينيات اولاد البغايا وبكل أريحية دون ان تتمكن الأجهزة الأمنية من وقف هذا المد العابر للحدود بامتياز. ان تفجيرات المساء تعتبر الأخطر على مستقبل العراق والأكثر تهديدا لوحدة الشعب العراقي لأنها تحمل رائحة الموت الطائفي ورغبة التقسيم وهذا الخوف وهذا المحذور هو الذي دفع معظم دول العالم لإعلان مواقفها ومخاوفها من الخطر القادم بالشجب والاستنكار والدعوة الى التوحد وتفويت الفرصة على الأعداء بما يريدوا تمريره من مشاريع طائفية وأجندات خارجية. لم يترك الإرهاب والإرهابيين مسافة واسعة من زمن التفكير لأنهم احرقوا الوقت وقللوا من خياراته وما على العقلاء وأصحاب الرأي والمشورة الا الإسراع في استثمار الوقت الضيق لإشاعة الأمن والاطمئنان وتفويت الفرصة على تجار الحروب ومفتعلي الازمات.