في الرمادي وبغداد يذبح الشيعي والسني بيد واحدة

 

يقال ان مشعوذا محتالا بارت شعوذته فاشترى له زي خطيب واتجه به الى احدى القرى النائية وجلس بين ظهرانيهم ياكل دجاجهم وحملانهم (طليانهم ) وينهب ماعندهم من دراهم ثمنا لما يعلمهم اياه من وهم وهم يحسبونه شرحا للدين . وبعد مكوثه لايام جاء خطيب حقيقي لهذه القرية بتكليف من مرجعيته ليعلمهم اصول دينهم ولما اقبل على القرية رآه المشعوذ من على المنبر العالي الذي نصبه له اهل القرية ولما اقترب الخطيب خاطبه المشعوذ قائلا : ( لكم ثلاثون ولنا ثلاثون فهم بشر لايفهمون ) ولم يكمل لنا الراوي القصة لسوء الحظ ولانعرف هل رفض الخطيب او اتفق مع المشعوذ على هؤلاء الذين لايفقهون من امور دينهم ودنياهم شيئا وعلى استعداد لدفع مايملكون لمن يخدعهم اضافة للسير خلفه حتى لو ادى ذلك الى هلاكهم باسم الدين او غيره من المسميات . لاتهمني قضية المشعوذ فهذا ديدنه مايهمني اهل القرية الذين نحن اليوم امتدادا طبيعيا لهم سواءا كنا على حدود الفرس او حدود الترك او حدود العرب . لقد عاشت الانبار منذ ان خلق الله الارض جيرانا لكربلاء والحلة والموصل وتكريت جنوبا وشمالا وشرقا بغداد ولم نسمع يوما انها استعدت جيرانها الشماليين على الجنوبيين او بالعكس رغم معرفتنا باختلاف مذهب جيران عن جيران وعاشوا هكذا حتى ظهر المشعوذين ولحق بهم الاخرين فاصبح الاختلاف واضح والثروة مسلوبة والحملان ان تهرب للخارج تؤكل والاقتتال يندلع بين فترة واخرى والتهديدات نهر جاري . ومايثير البكاء والضحك والسخرية المرة وتذكر المشعوذين هو مايجري الان او تتناقله الاخبار واخرها ان هناك مسلحين القوا القبض على خمسة عشر شيعيا واخرين القوا القبض على ثلاثين سنيا في بغداد وكل الطرفين ينتظر ان يقوم الطرف الاخر بذبح من القى عليهم القبض ليكون له مبرر بذبح ماتحت يده وهي لعمري خسارة لكل القرى من راس البيشه الى اخر قرية في زاخو ومن ابعد قرية في مندلي الى اقصى قرية في البوكمال . لكن انى لاهل هذه القرى القدرة على فرز المشعوذين وعدم سماع كلامهم ورفض انظلاء الشعوذة على قرى قال عنها المشعوذ (انهم لايفهمون ) فهل يخيبون ظنه وينتبهون ؟