(وحدة العراق خط احمر) شعار لمعركة التقسيم

 

المذبحة العراقية مستمرة ، الجميع يعيش مرحلة (تطبيع المذبحة) تطبيع طوعي وتطبيع اجباري ، اصبحت أخبار التفجيرات والخطف والقتل ، لا تهز مشاعر الناس ، السيناريو متكرر : تشييع ، دفن ، اقامة مجالس الفاتحة ، استهداف مجالس الفاتحة نفسها وتفجيرها لاضافة ضحايا جدد وفواتح جديدة ، وهكذا ، متعهدو الفواتح حاضرون ينصبون الخيم ويطبخون الطعام ويعدون الشاي للمعزين ، مهنتهم مربحة ، وان سألت احدهم عن رزقه اجاب هامسا : الحمد لله خير من الله ، اصبحت العواجل التلفزيونية لا تثير فضول المشاهد ، اهل الشهداء يبكون يوما واحدا ثم يعودون الى حياتهم الطبيعية ، الارهاب اصبح السلطة الاقوى في البلد ، يختار لعملياته الزمان والمكان بحرية تامة ، تصعيد منتظم هدفه ايصال البلد الى الحرب الاهلية ، أو ما يسمى البلقنة او اللبننة ، وما عجز عنه سنة 2006 قد ينجح فيه الآن ، يعتقد بعض المراقبين ان هذه المعركة هي معركة تقسيم العراق ، بعض الساسة يرى التقسيم قدرا لا مفر منه فيقابله بتخاذل واستسلام كامل ، وربما هناك اطراف تشارك في المشروع سرا وتستنكره علنا ، ثم يسأل البعض الا يمكن تقسيم العراق بدون مذابح ؟ فالدم اهم من الوحدة ! وللانسان ثلاث حرمات الدم والعرض والمال يهون امامها كل شيء ، اصحاب المشروع يعتقدون ان تقسيم بلد موحد ليس سهلا ، يتطلب الأمر اراقة انهار من الدماء وزرع الثارات بين مكوناته ، وجعل المواطنين العاديين يتقاتلون من بيت الى بيت ، يصبح العراقي مستعدا لشرب دم العراقي الآخر من مكون طائفي مختلف ، الى أن يشعر الجميع بأن استمرار الوحدة الوطنية اهانة له وتهديد لوجوده ! وفي النهاية سيبدو التقسيم وكأنه يجري تلبية لطلب المواطنين ، لانه الحل الوحيد ، لكن اصحاب المشروع المنافقين سيقولون : لا ، هذه خيانة ، ان وحدة العراق خط احمر ، يقولونها وهم ضاحكون ، مشروع التقسيم هو ليس مشروع الشعب بل مشروع نخبة سياسية مكلفة ومدعومة ، الشعب يحلم بوطن موحد قوي غني مستقل وذي سيادة ، دول في المنطقة تنفق المليارات لتنفيذ هذا المشروع ، كان الهدف القديم ازاحة (الشيعة) من السلطة ، لكن اتضح لاحقا ان هذا المشروع لاقيمة له مقابل مشروع دولي اكبر هدفه تقسيم دول المنطقة ، مصر وسورية والعراق ، اهم ثلاث دول في الشرق الاوسط ، منع التقسيم ممكن اذا قرر الساسة الشرفاء افشاله ، ولكن ما هو تعريف السياسي الشريف ؟ هو ذلك السياسي الذي يمثل مصلحة شعبه ولا يقبل ان يكون عميلا للقوى الاجنبية ، هذا النوع من الساسة هو الذي يجب ان يتصدر المشهد لمنع الكارثة المتعددة الوجوه ، اذكر لي دويلة واحدة ناتجة من تقسيم بلد كبير استطاعت ان تعيش بعافية وتتطور ، يوغسلافيا قسمت فغابت هي واجزاؤها الجديدة ، الاتحاد السوفيتي قسموه ولم يحرز اي جزء منه اي تقدم او نجاح ، اول درس اجتماعي في الابتدائية (الاتحاد قوة) ، من صوبهم في لحظة تمزيق الاتحاد السوفيتي اعلنوا توحيد الالمانيتين ، والمعنى واضح .