الدكتور نبيل الحيدري: يسلط الضوء على حقيقة السيستاني بسلسلة بحوث تحت عنوان: مرجعية السيستانى والسياسة ـ (1) ـ |
العراق تايمز / يعد الدكتور نبيل الحيدري من بين الشخصيات العراقية التي عرفت بجرأتها في الطرح على مر سنوات، وعلى الرغم من اعتبار بعض المواضيع في بعض الاوساط العراقية خطا أحمرا، فان مصداقية وصراحة الحيدري الذي ينتمي الى اسرة معروفة بالعلم والورع والشجاعة، جعلته ان لا يتقيد بهذا الخط ما دام انه لا يعارض الله عز وجل، معتبرا ان كل شيئ قابل للجدال والنقاش.
الدكتور الحيدري- الذي سبق لقناة البغدادية بقطع لقاءه في برنامج "استوديو التاسعة" لتكميم فمه بمجرد فضح فساد محمد رضا السيستاني ابن المرجع علي السيستاني حيث اعتبرت قناة البغدادية ان محمد رضا السيستاني خطا أحمرا- قال ان القسم الثانى من المرجعيات تؤمن بالعمل السياسى والإجتماعى ويكون موقفها واضحا وصريحا وهى تختلط بالناس وتقابلهم بلا حواجز وتخرج للنور فى فتاواها وتصديها وخطابها العلنى بنفسها وشخصها صريحا، وقد ضرب الحيدري مثلا في ذلك بالمرجع العربى من الكاظمية فى بغداد محمد باقر الصدر (1935-1980) الذي قال عنه انه آمن بالعمل السياسى والإجتماعى ومواكبة حركة المجتمع واحتياجاته كما كتب فى السياسة والإجتماع والإقتصاد والفلسفة والإستقراء وتصدى فى مجلة "أضواء" إلى كتابة مقالات سياسية جريئة، وقيادة حركة جماعة العلماء، وإصداره الفتاوى السياسية ضد حزب البعث الحاكم، ورعايته المباشرة لمختلف النشاطات الإجتماعية والسياسية الكثيرة، ولقاءاته المستمرة بالناس وبياناته السياسية والإجتماعية المتعددة وحتى رسالته العملية (الفتاوى الواضحة) بسيطة واضحة سهلة بعيدة عن الإصطلاحات التعقيدية، وأضاف الحيدري أن الصدر انتقدُ المرجعياتِ الفاسدة وكتب (المرجعية الرشيدة والصالحة) وهو يدعو إلى تحويل المرجعية من فردية فاسدة إلى مؤسسة رشيدة والإستفادة من الإختصاصات فى مختلف الميادين. نبيل الحيدري اشار الى نقطة مهمة وهي كيف اقدم السيستاني على تخدير الشيعة في الكثير مما وصل اليه الشعب العراقي من فساد وظلم واستغلال، مستندا في ذلك على ما شرحه بول بريمر فى كتابه (سنتى فى العراق) فيما يخص العلاقات والتعاون مع السيستانى من خلال وسائط معينة وشكره وامتنانه للخدمات والتعاون.وعلق الحيديري انه يبدو أن الوسطاء بين السيستانى والأمريكان مثل عبد العزيز الحكيم وأحمد الجلبى وموفق الربيعى وعادل عبد المهدى ومحمد بحر العلوم وحسين إسماعيل الصدر وعماد ضياء الخرسان. ويقول بريمر أنه تسلم ما يقرب 30 رسالة كما ذكرت بعض المصادر أعلاه، ويذكر رسالة من السيستانى وفيها أن المرجع (معجب ببريمر وهو يقدر الفرصة للعمل معك من أجل مستقبل العراق) كما يبدو أنه لايريد الإتصال مباشرة لأنه يضر بسمعته لكنه من خلال وسائط كعماد الخرسان وموفق الربيعى وحسين الصدر أعلاه. هذا وقال الدكتور نبيل الحيدري أن حسين إسماعيل الصدر وكيل السيستانى (بيت السلام والحوار الإنسانى ومؤسسات كثيرة ظهرت بعد 2003 ولم يكن يمتلك شيئا قبلها أبدا) قد اشتهر بولائمه وقبلاته للسفير الأمريكى والحاكم المدنى للعراق بول بريمر ووزير الخارجية الأمريكى كولن باول واستقبالهم الفخم وغيرهم.
تجدر الاشارة الى ان الدكتور نبيل الحيدري، يعد من سلالة أسرة من السادة الأشراف التي تخصصت بالفكر الديني و برز منها كبار المراجع والمجتهدين وفلاسفة ومفكرين وكتاب وشعراء وغيرهم من المثقفين، الذي اثروا المكتبات الفكرية العالمية بعلمهم. |